التطوع عطاء وبناء

فاطمة الغربي
العمل التطوعي: هو عمل الخير الذي يهدف إلي المساعدة والمُساندة لأشخاص غير المُقتدرين سواء كان عمل فردي أو جماعي دون مقابل مادي أو معنوي .
والهدف من هذا العمل أولاً وأخيراً هو نيل الأجر والثواب من الله ونشر الفرحة في قلوب الآخرين دون إنتظار مردود أوأرباح مالية .
فالعمل التطوعي يُعد إزدهاراً مجتمعياً ذو قيمة رائعة للتعاون بين افراد المجتمع بعضهم لبعض فالفقراء يحتاجون إلي الأغنياء كما يحتاجون إلى من يرعاهم ويهتم بهم والاغنياء يحتاجون للفقراء ايضاً في المجال التطوعي.
يكاد العمل التطوعي و السعادة ان يكونا وجهين لعملة واحدة ففي العمل تشعر أنك تُنجز وتتقدم وفي السعادة تشعر بالهدوء النفسي الذي يُساعد في إنجاز أكبر المهام في ذلك العمل .
و فيه مُمارسة للثقافة والوعي لأنه منّا ولأجلِنا .
فجميلٌ أن تُعطي من يسألك ماهو بحاجة إليه والأجمل من ذلك أن تُعطي من لا يسألُك وأنت تعرفه حاجته-
من الجمال أن ترسم الإبتسامة على الشفاه الحزينة فخيرُ الناس أنفعهم للناس وهي من الرسائل السماوية التي كانت تأتي مع الأنبياء والمرسلين وما أمرنا به خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم –
فالابتسامة في وجه أخيك صدقة ، فما بالك عندما يكون عملك يدخل السرور إلى قلبه.
ومن خير الأعمال إدخال السرور على قلب المسلم.
الخير فطرة خُلقنا بها وتربينا عليها عند العطاء بدون مقابل تكون هُناك طاقة إيجابية عند مقدم ذلك العمل التطوعي، وذلك المُتلقي يصبح الإيمان بالله عز وجل قويا عنده لأنه أرسل لهُ مُتطوعاً لكي يُلبي طلبه وإحتياجاته سواء مادية أو معنوية أو نفسية فيشعر بأن مجتمعه التطوعي يعمل من أجل المحتاج ويهتم به و بتحسين معيشته وتغيير حياتهُ للأفضل –
و من صفات المتطوع معرفة إحتياجات المجتمع والإحترام والمرونة في التعامل وإجادة العمل الجماعي والقدرة على تحمل المسؤولية والأيثار والأمانة والمحافظة على الأسرار .
العمل التطوعي ذو أهمية كبيرة وفوائد كثيرة تُؤثر بشكل إيجابي على جوانب حياة الانسان
فهو يعمل على تقوية الروابط الإجتماعية .وزيادة ثقة الفرد وإحترامه لذاته .كذلك إكتساب الخبرة والمعرفة بالحياة بكل إتجاهاتها .كما أنها زيادة للوعي وتنمية المهارات الإجتماعية مثل التعاطف والعمل الجماعي وتحسين صحة الشباب جسدياً ونفسياً وصحياً وإظهار مواهبهم المدفونة –
هُناك مجالات تطوعية تُناسب ظرف كل شباب المجتمع والمُعطيات المتاحة لهم وهي :
١-التطوع الصحي
٢-التطوع التعليمي
٣-التطوع في المجتمع
٤-التطوع في المال
إن اغلب المتطوعين يُقدمون إحتياجات من حولهم على إحتياجات أنفسهم و ذلك من اليثار على النفس .
كما قال تعالى (وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)
وأخيراً :
لا قيمة لعطائك إن لم يكُن جزءاً من ذاتك.
@Fak454545