الحياة تجارب

غميص الظهيري
بعد السنين التي قضيتها في مجال عملي اليومي ومع العناء والتعب قررت أن اتخذ قراراً مصيرياً يمنحني الراحة وهو التقاعد .
وبعد ذلك العناء ومع بداية الراحة المقرونة بالفراغ .
اتخذت قراراً اخراً لم اوفق فيه وهو التفرغ لمجالسة الاصدقاء والزملاء في الاستراحات كي اتخلص من الفراغ الذي داهمني بعد ذلك القرار المصيري.
ثم سألت نفسي بعقلانية عن ما اقوم به لقتل الفراغ فمن واقع خبرتي في مجال العمل الذي كنت اقوم به وخصوصاً التدريب الذي جعلني اتخذ الجد والإنتاج منهجاً في حياتي .
هل الاستراحات والسهرات تليق بي كرجل له مكانة في تخريج أجيال يخدمون بلادهم بإقتدار؟
وكانت الإجابة أن الاستراحات مكان غير لائق بي ولا يليق بمكانتي وإنما ضياع وهدر للوقت بشكل غير معقول.
فما هو البديل يا ترى، ماهو المسار اللائق بي حتى اتجه اليه؟
وبعد التفكير كثيرا قررت أن أخوض المجال الرياضي وخاصة رياضة الهايكنق وتسلق الجبال والمشي في المسافات الطويلة كونها قريبة من العمل الذي كنت أمارسه وهو التدريب الذي كان يتضمن السير على الأقدام طويلا مع الهرولة والجري وطلوع الحواجز وكذلك اجتياز الموانع.
المهم أنني توكلت على الله ونجحت نجاحاً باهراً في مجال الرياضة وأنشأت جسوراً من العلاقات الخاصة مع الأبطال فمنهم المعلم والمهندس والدكتور والداعية وكوكبة من رجال الأعمال وأبطال المغامرات من كبار الشخصيات فلله الحمد والمنة تجردت من الكسل وعرفت أن التقاعد حياة جديدة مليئة بالسعادة.
وأيقنت أن العمر مجرد رقم بإمكان الإنسان الاستمرار في العطاء مهما تقدم به السن وتجاربه السابقة خير معين وقد أضفت لتلك الأنشطة نشاطاً إعلامياً متميزاً، وأنا الآن أعمل بدون توقف في جميع المجالات.
فالكسل والخمول طريق الأمراض وعدو الإبداع والمبادرات ،فخبراتي وتجاربي قادتني إلى الإبداع في أي نشاط أخوضه بحمد الله والمنة..
التقاعد بداية حياة جديدة وليس نهاية إلا لمن ارتضى لنفسه الهلاك والاستسلام للمرض والاكتئاب والضغوط النفسية .
العقل السليم في الجسم السليم ومن هذا المنطلق أدعوا جميع المتقاعدين أن يمارسوا حياتهم بكل حيوية ونشاط في جميع المجالات والأنشطة التي تتناسب مع قدراتم و رغباتهم.
كل الأنشطة الرياضية والفكرية متاحة للجميع وكذلك الأعمال التطوعية، لا تقف ما دمت قادراً على العطاء فالحياة تجارب .