منتخبنا والإعداد لكأس العالم

حسن المقصودي
في المشاركة السادسة لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم ضمن نهائيات كأس العالم ٢٠٢٢ وضجيج الإعلام الرياضي وبرامجه وضيوفه والنقاد والمحللين، وكذلك المغردين والمتابعين يتصدر المشهد العام وكأنهم يجهلون وضع البرامج الإعدادية والتحضيرية لمثل هذه المناسبة .
فلقد إندفع الكثير إلى توجيه النقد اللاذع لخيارات المدرب المتجددة التي تأتي وفق رؤيته من واقع البرنامج الإعدادي الذي أعلنه من شهور وتم إعتماده وإقراره وجدولة الدوري والمناسبات التنافسية في اللعبة وفق ما يريد من خلاله الوقوف على العناصر التي يرى فيها انها الأمثل لتحقيق أهدافه وفق رؤيته الفنية وخطط لعبه ونوعية اللاعبين الذين يمكنه الإستفادة منهم والتي يريد العمل عليها ضمن مساره في البطولة وبما يتناسب مع نوع الفرق المنافسة و قوتها التي سوف يلعب امامها ضمن مجموعته في نهائيات كأس العالم .
ولذا فالمدرب أمام محطات إعدادية أنتهى من أثنتين منها ودخل المرحلة الثالثة ضمن برنامج تحضيري يلعب فيه عدد من المباريات وفق ما نفهمه أنها المحطة قبل الأخيرة للإستعداد لإختيار القائمة التي سينتقل بها إلى آخر محطاته الإعدادية .
إلا إننا نندهشُ عندما نقرأ أو نسمع لمعظم برامجنا وحضور الإعلاميين والنقاد والمحللين والمتابعين وضع آرائهم في غير محلها ولم نعد نفهم هل يرون في ذلك إثارة لتسويق أنفسهم وبرامجهم أم أن المسألة لديهم مرتبطة بالوعي الذي لا يواكب المرحلة وضرورياتها الوطنية لمثل هذا التصرف حيث فاجأونا منذُ أول محطة تحضير بضجيجهم وكأن المدرب اعتمد تشكيلته وقرر إنها الأمثل لقائمته المشارك بها في النهائيات وهو لا زال يعد ويختار ويقيس قدرات اللاعبين ويفكر كيف يختار منهجه وطريقة لعبه من المحطة لأخرى .
للأمانة هذا الضجيج لا يواكب مستوى الوعي لدينا وقدرتنا على فهم ما يجب فهمه إتجاه ما تضمنه برنامج المنتخب الإعدادي والصبر إلى أن يصل بنا مدرب المنتخب للتشكيلة النهائي ووضع المنهج وخطط اللعب المناسبة ومن ثم المشاركة والحكم في حينه .
حيث إنه ليس من المنطق محاسبة المدرب من قبل بعض البرامج الرياضية والنقد من جانب الإعلاميين والمتابعين من أول مباراة ودية ضمن أول محطة إعداد وفي كل محطة تكال له الإنتقادات واللوم ونحن لم نرى التشكيلة النهائي ولم تتضح لنا رؤية وأهداف المدرب للمناسبة .
علينا الصبر حتى ختام آخر محطة إعداد وإعتماد التشكيلة ومن ثم نعطي رأينا بعد ذلك لنقيس كل ما عمل وأعد له من واقع المشاركة العالمية ونتائج المباريات .
بالتوفيق لأخضرنا و ليتنا نقلل من النقد الغير مبرر الذي يأتي في غير محله ونحوله إلى تفاؤل وتعزيز برامجنا الرياضية ببرامج مصاحبة ومعززة لمسيرة المنتخب لنخلق شيء من الروافد الإيجابية مع اليقين المطلق بأن لدينا وزارة وإتحاد وإدارة ومدرب منتخب يحضون بدعم القيادة ويملكون الصلاحية ولديهم من الإمكانات ولعلكم تعطون الفرصة لهم ليأدون واجبهم و عملهم وفق ما يرونه صالحا من واقع الأدوات المناسبة ونبقى عوناً وسنداً لهم في مهمة منتخبنا العالمية ؛؛؛



