مقالات

إعلامنا الرياضي والدعاية السوداء

Listen to this article

 

   أ. حسن المقصودي

معظمنا يعرف ويدرك ما مرت به منطقتنا من تحولات إعلامية كبيرة كانت ممنهجة ومعززة لمفاهيم سياسية ألحقت الضرر وخلقت خلافات عميقة إمتدت لسنوات.

واليوم وبلادنا المملكة العربية السعودية الدولة الأبرز بين دول المنطقة التي أتخذت قرار التصدي لهذا المشروع المارق وأعلنت رؤيتها وعملت على تلك الرؤيا ودعمت غيرها من المشاريع في المجال الصناعي التحول المتوافق مع متطلبات إنقاذ المنطقة مما أصابها من فوضى قادها الإعلام الإستعلامي الذي كان أساس تحولات الرأي العام وقيام مفاهيم العدائية والنكسة والفتك بالوحدة العربية ودول المنطقه فبدأت القياده السعوديه ضمن مسارها التحولي في الجانب السياسي ببناء التوافقات وتجاوز الخلافات كتمهيد لتطور لاحق يأخذنا إلى حالة سياسية أكثر إيجابية، تدير فيها دول المنطقة خلافاتها، وتسعى إلى موازنة مصالحها، في أجواء غير عدائية حتى وإن لم تكن تعاونية.

والكل يدرك أيضاً أن تلك الدول التي أنخرطت في الخلافات العميقة بدأت مسارها في ذلك بإمتلاك منظومات إعلامية تنطق بأسمها، أو تنطلق من أراضيها، أو تحظى بتمويلها، أو تدعم سياساتها، وهو أمر يمكن أن نتفهمه، ونتقبله، طالما أن تلك المنظومات تفعل ذلك من دون أن تتورط في ممارسات مشينة مثل الإختلاق، والتزييف، والتحريض على العنف، وتشويه الحقائق، وإشاعة الكراهية.

وللأمانة عندما تتورط منظومة إعلامية في تلك الممارسات الغير موفقه، وتجتهد في إثبات الفاعلية والولاء عبر نقض المعايير المهنية وتقويض الإعتبارات الأخلاقية، وتتحول إلى ذراع لشيطنة المنافسين والتحريض عليهم، فإنها تخرج من عالم الإعلام، وتستقر ضمن آليات الدعاية السوداء.

وعليه وللأسف ومن خلال تلك المتغيرات الإعلامية التي أسست لمحتوى إعلامي أنخرطت فيه بعض البرامج الرياضية لبعض القنوات بشكل تقليدي من واقع طرح لايواكب المأمول على مستوى سياستنا الإعلامية الوطنية المنضبطه .

ففي جانب إعلامنا الرياضي المحلي وللأسف وقعت بعض برامجنا الإعلامية سواء في بعض القنوات الرسمية أو المؤسسية في تحقيق هذا النقيض للمفاهيم والأسس الإعلامية الغير موفقه والتي أجتهدت في تقديم برامج من خلال إستضافة بعض الإعلاميين والرياضيين الذين رسخوا لمفاهيم خاطئة تعزز للكره والحقد والجدل والخلافات والنزاعات ومحاولة طمس الحقائق وتغذية الرأي العام بثقافة التمرد على الأنظمة والقوانين من واقع الإجتهاد والعشوائية في تناول القضايا الرياضية بإسفاف وعدم إدراك لصحة وسلامة المعلومة.

لقد وقعت هذه البرامج في مسار الغواية وحققت ما رُسخ له إعلامياً ضمن تلك الآلية الإعلامية السوداوية من خلال برامج تقدم لنا محتوى في إثبات الفاعلية والولاء عبر نقض المعايير المهنية وتقويض الإعتبارات المهنية الأخلاقية، وتتحول إلى ذراع لشيطنة المتنافسين من بعض الكيانات فيما بينهم البين وفيما بين جماهيرهم.

ومن هنا فإن تلك البرامج – من وجهة نظري الشخصية – تخرج من عالم الإعلام الرياضي المسئول والمهني والمعزز للبناء والوحدة الوطنية، وتستقر ضمن آليات الدعاية السوداء التي قد تعود علينا بالتعبئة الذهنية للأجيال بترسيخ مفاهيم الخلافات وتقويض مفاهيم الإختلافات الضمنية ولغة الحوار الخلاقة من خلال إثارة الرأي العام بسبب ترسيخها لمعتقدات سلوكية في المستقبل.

لذا من وجهة نظري المتواضعة أنه أصبح من الضرورة سرعة تدخل الجهات ذات الإختصاص والقيام على دراسة ومراجعة مخرجات تلك البرامج الرياضية وأهمية الارتقاء بقيمة المحتوى الإعلامي لها وبما يرفد المتلقي من خلال تصويبها وتفعيل الطرح المتزن والتوعية والتثقيف بما يسهم في البناء ويواكب مسارات التطوير والتحول للريادة في قيمة وأهمية الدور الإعلامي إجتماعياً وثقافياً ورياضياً .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى