النادر لاحكم له-

أ. حاتم الحسني الزهراني
النادر لاحكم له- قاعدة فقهية أصيلة عند الفقهاء وعند أصحاب نظريات علم النفس والتطوير الذاتي، فهي كما أعرف قاعدة عامة أيضاً ينبغي تأملها وتطبيقها، في حالة واحدة أو حالتين شاذة لايعتد بها ولاتأخذ صفة العمومية، حتى تغدو حكماً لايجوز مناقشته، خذ عندك من الأمثلة عندما نسمع من أحدهم أو نقرأ خبراً عن بعض المتدينين المتطرفين أو عن أحد ممن يعملون معنا أو عن الدَين يعنّفون أولادهم أو يهملون تربيتهم التربية الصالحة أو موظف مهمل في عمله في إنهاء معاملات وإستقبال المراجعين فلاينبغي حينها تعميم حكم الجزاء على الكل، فهل كُلّهم يفعلون ذلك!
أليس رسول الرحمة يقول:
“ الخير في أمتي إلى يوم القيامة “
ألم يُخرج الله الصحابي الجليل والقائد العسكري الفذّ عكرمة رضي الله عنه!.
ألم يبتلي الله نبيه نوح بولدٍ مشرك، ألم يقدّر الله أن تكون زوجة نبيه لوط عليه السلام كافرة، والشواهد على ذلك في الواقع كثيرة في المجتمع لاتخفى على كل عاقلٍ حكيم، فأين من يعتدل ويتوسط في أحكامه وصورته النمطية المسبقة في إستباق الأحداث والتسرّع بالأحكام.
فبعضنا لايزال يتعامل مع الناس وفق مايمليه عليه هواه ونظرته القاصرة وأحكامه المسبقة المتسرعة، فيكون كما أخبر سبحانه ( ظلومًا جهولاً) على نفسه وعلى الطرف الآخر.
أختم قولي بما قال الباري عز وجل في قوله الحكيم من سورة الاحزاب أية ٧٠-٧١: يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا (70) يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا.



