
أحوال – عسير
يوسف أبو ملحة -فاطمة الغربي :
لقد ترك لنا الأسلاف الكثير من التراث الذي يحقُ لنا أن نفخر به ونُحافظ عليه ونطوّره لكي يبقى ذخراً لهذا الوطن الغالي والأجيال القادمة التي تنتظر منّا أن نُريهم كل ما تخزنهُ بلادنا من آثار وأماكن وقطع وفنون أثرية.
تمسّكنا بهذه الأماكن وجعلناها باقيةً في أذهاننا لأنها الشيء المهم الذي بقي لنا من آبائنا وأجدادنا والتي أحبوا أن نجعلها من الأولويات التي نُحافظ عليها فأصبحت راسخةً في قلوبنا وأفكارنا ومن أحاديثُنا التي لطالما نتحدث بها ،فالماضي لا يموت بل أنه يبعثُ في الحاضر بألف صورة وصورة لأن أصحابها مازالو في أرواحنا وقلوبنا رحمهم الله .
ومن هذه الأماكن قرية المسقي التُراثية التي تميزت بجمالها ومعالمها وتاريخها ،وتُعد المسقي من أقدم القرى في جنوب المملكة العربية السعودية ، والتي تمتاز بجوها العليل البارد شتاءاً والمعتدل صيفاً وهي ذات طابع ريفي من العمران الذي يعتمد على الحجارة والطين .
ولهذا السبب وللمحافظة على ماتكنّه قرية المسقي التراثية من بيوت ومعالم أثرية نظمت اللجنة المحلية لتأهيل وتطوير قرية المسقي التُراثية فعالية جعلت لها بصمة مميزة في منطقة عسير
وفي جولة من صحيفة أحوال الإلكترونية رأينا ذلك الجمال والأعمال التي تجذب كل زائر لهذه المنطقة ،وقد تحدث الشيخ عبد العزيز الذئب وهو من كبار أعيان قرية المسقي قائلاً :بأن قرية المسقي غنية عن التعريف بمعالمها وتراثها وتاريخها وهي الحمدلله قرية كبيرة المساحة تبلغ تقريباً من الجنوب إلي الشمال ٤١٤م. ومن الشرق إلي الغرب ٢٠٠م.
وهي تمتاز بمساجدها التاريخية فيوجد فيها ثلاثة مساجد قديمة ويخدمها جامع المسقي الذي بُني سنة ٧٣هجرية ،وأيضاً هُناك شجرة التالقة والأبراج الزراعية التي بين المزارع -كذلك يوجد هُناك أنفاق تُسمى (الشداديخ )وهي تُميز هذه القرية حيثُ أنها للمرور الأمني من تحت المنازل ولها تاريخ أو وقت معين تُفتح صباحاً وتُقفل مساءاً وهذه أمور هندسية عملها الآباء والأجداد رحمهم الله ، وكانت هذه البيوت تستقبل الكثير من الضيافات والمناسبات.
كما أوضح أنه لم ينتج هذا النجاح إلا بجهود العاملين من أبناء القبيلة ودعم أهالي القبيلة معنوياً ومادياً وأيضاً الجهود الملموسة من شباب قرية المسقي وهم اللجنة المنظمة لإعادة تُراث القرية كما أن هناك نجاح باهر لهذا الحفل من الشراكات الموجودة وهم أمانة منطقة عسير وهيئة التراث وقناة حفظ التراث وجامعة الملك خالد ،فهم رفعوا شأن هذه الفعالية وأنجحوها إلي بر الأمان وإن شاءالله هذه القرية ترى النور.
كما تحدث الأستاذ أحمد بن عبدالله بن سحمان رئيس مجلس نادي المصيف الرياضي وأحد أعضاء لجنة تطوير وتأهيل قرية المسقي التراثية قائلاً :
بأن قرية المسقي قرية تاريخية قديمة جداً يعود تشييدها إلي عهد الدولة الأموية والشاهد في ذلك اللّوح المحفوظ في مسجد الجامع المبني سنة ٧٣هجرية.
ولقِدم قرية المسقي يُعتبر النعمة العظيمة التي وصلنا إليها في عهدنا الزاهر عهد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله أصبح البعض منّا يتنازل عن هذا الإرث القديم لنتيجة هذه النعمة التي وصلنا إليها ولكن الفضل يعود في هذه الأيام إلي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظهم الله الذين أعادوا لنا حقيقة الروح للماضي ودفعونا ودعمونا إلي إننا فعلاً نعود إلي إحياء منازل آبائنا وأجدادنا وتُراثنا
فما نشهده اليوم من ترابط وتعاون ماهو إلا ببعث الروح التي بعثها حكامنا وما التعاون الحاصل بين أفراد القبيلة جعلنا فعلاً نفكر في العودة إلي قرية المسقي ونُعيد تأهيلها من جديد وأن هذه القرية على كبرها أنها عاصرت الماضي وعاصرت الحاضر فعاصرت الحاضر لوجود أهالي هذه البلدة يتمتعون بعدة نواحي وهي النواحي الإقتصادية والصناعية والزراعية وتربية الماشية وتجارة المواد الغذائية ولذلك سُميت بأنها(حاضرة الشعف ).
كما ذكر أن قرية المسقي كانت محطة عبور للمسافرين إلي الأماكن المقدسة وبلاد الشام وتُشير الروايات إلي أن تاريخ القرية يعود إلي أكثر من ألفي عام تقريباً وهي من القرى الظاهرة التي ذكرها الله عز وجل في القران في سورة سبأ
( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ).
أي ظاهرة متواصلة بين سبأ والشام.
شاركت في الفعالية الأسر المنتجة وبعضاً من الفنانين التشكيليين والمصممين
كماتحدث مع صحيفة أحوال الدكتور علي مرزرق
مدير مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، والمشرف على وحدة أبحاث ودراسات التراث العمراني بجامعة الملك خالد، والذي كانت له بصمته في نجاح فعالية تأهيل وتطوير قرية المسقي التراثيه.
وشاركت جامعة الملك خالد ممثلةً في مركز البحوث والدراسات الإجتماعية ووحدة أبحاث ودراسات التراث العمراني في الجامعة بمعرض فوتوغرافي يستلهم الوطن وإنجازاته،
كما تشارك بدورةرتدريبية جماهيرية بعنوان (فن التعامل مع الأشخاص وفقاً لأنماطهم الشخصية) لمدير المركز المدرب الدكتور علي المرزوق.