رمضان بين الحاضر والماضي

أحوال – عامر آل عامر
يستذكر” الوالد” علي آل عامر البالغ من العمر( 110سنوات) أياماً خلت في الماضي؛ حيث طقوس شهر رمضان المبارك، والجلسات العائلية، لتناول حلوى رمضان «لقمة القاضي»، وزيارة الأقارب والسهر معهم لساعات طويلة، والتقرب من الجيران بعد صلاة التراويح.
وبين الماضي والحاضر، فجوة كبيرة، يستشعرها، نتيجة لاختلاف طقوس رمضان اليوم، عن الأمس؛ حيث باتت الطقوس الرمضانية السابقة مجرد ذكريات عابرة، واليوم، أصبحت «العولمة» تسيطر على الجلسات الرمضانية، فنشاهد الشاب يفتح «الفيس بوك» للتواصل مع أصدقائه، ونجد الأم، تقوم بتصوير وجبة الإفطار لنشرها عبر «الواتس آب»، وهنا يصعب التواصل بين أفراد العائلة، لانشغال كل فرد بجهازه الخلوي.
يقول لـ صحيفةأحوال: لقد كنا نجلس بعد الإفطار لساعات، نتابع التلفاز، ونأكل « لقمة القاضي»، أما اليوم نجد الكل منشغلاً بمواقع التواصل الاجتماعي، ويصعب خلق الحوار بين أفراد العائلة، نتيجة لاهتماماتهم المختلفة، وهذا الأمر نفتقده كثيراً.
ويجد الوالد علي ، أن التواصل الاجتماعي بالأمس يختلف كثيراً عن اليوم، نتيجة للتقدم التكنولوجي الذي بات المسيطر على الحياة الاجتماعية، ويزيد لـ لصحيفةأحوال: «عندما أستذكر رمضان في الماضي تنتابني الحسرة، والفرق واضح وكبير، فلقد كانت الأجواء الرمضانية مفعمة بالحيوية، وذات أجواء اجتماعية تسودها المودة والمحبة».
«نفتقد اليوم “فطرة” رمضان»، هذا ما قاله الوالد علي، حيث أشار، إلى أن «فطرة رمضان» كانت شيئاً أساسياً في حياتنا، حيث يتفقد الجيران بعضهم، فيقومون بتبادل أطباق الطعام، من منطلق التواصل في ما بينهم.
ولفت إلى أن الفقراء كان لهم نصيب من الاهتمام، يقول: «أصبحنا اليوم نعيش لأنفسنا، وأصبحت عائلات قلة تقوم بتفقد تلك العائلات المحتاجة بعكس الماضي».
«التكنولوجيا» دمرت العلاقات الاجتماعية
وعلى وقع مقارنات بين ما كان يعيشه أجدادنا وما يعيشه أبناؤنا، نجد أن التقدم التكنولوجي، هو السبب الرئيسي الذي حدا بالتخلي عن طقوس قديمة، كان التواصل بين الآخرين أساساً لا يمكن التغاضي عنه، ولكنه اليوم بات أمراً مهمشاً لا مكان له في أيامنا هذه .
ويرى الوالد علي آل عامر ، أن أبناءه يقومون باستخدام أجهزتهم الخلوية بهدف التواصل مع الآخرين، ويقول: «لا أستطيع منعهم عن ذلك، على الرغم من أنه يزعجني، لكن هذا الأمر في جميع العائلات، وأنا أتحسّر كثيراً على أيام رمضان في الماضي، فلقد كنا نجتمع ونتبادل أطراف الحديث ونشعر بالسعادة.