العزاء بين العادة والعبادة

أ/ عايد الظويلمي
إن ما يشاهد في أيام العزاء الثلاث لشيء يندى له الجبين من عادات وتقاليد متوارثة أبا عن جد والتي من وجهة نظري ما أنزل الله بها من سلطان وما يحدث وللأسف الشديد أمر خطير يجب التوقف عنه
ومظاهر أيام العزاء عند الكثير من بني البشر معده مسبقا لإقامتها ثلاث ليالي أو أيام ثلاث مع عدم وجود دليل على التحديد لقول بن باز -رحمه الله-.
ففي الليلة الأولى من العزاء يقام وليمة يجتمع فيها الجميع فيقومون بحجز الذبائح ومكان العزاء ويجعلون في الحسبان إكرام الضيوف القادمين من خارج المنطقة من الأقارب والأصدقاء فيكون أول أيام العزاء في مشاركة جماعية من الجميع لتقديم الوجبة لأهل الميت مع ما يحضر من الناس المتواجدين فتكون بمثابة إكرام لهم رغم أن البعض منهم يصر على المشاركة والإصرار وكسب الأجر.
أما الليلة الثانية فيقيمها أقرباء الميت من الأسرة وتختصر في الحضور على أسرة ولحمة الميت ولا يمنع من يشاركهم من الحضور إذا حضروا فالمجال مفتوح.. الليله الثالثة ينفرد بها أهل الميت فلا يشاركهم فيها أحد وهي الليلة الأخيرة التي يختتمها أهل الميت مملؤه بالحزن على ميتهم متأثرين دون سواهم على من فقدوا من أسرتهم وهي الليلة الوحيدة التي يجتمعون فيها أهل الميت فقط.
وهكذا الأمر بالنسبة لبعض القبائل والمجتمعات في صوره بعيدة كل البعد عن ما يحثنا عليه الدين الإسلامي وما أمر به الرسول ﷺ مما يجعل في الثلاث الليالي للعزاء إرهاقا وتعبا لأهل الميت فهم منذ وفاة ميتهم وحتى آخر ليلة من العزاء في مواصلة مرهقة للجسد ومقلة للراحة ويتمنى أهل الميت بأنه لا يوجد عزاء على الإطلاق حتى يأخذوا راحتهم من عناء أيام مرض ميتهم أو بعض من تلك الإجراءات الروتينية عند حدوث الوفاة.
وأنا هنا لست ضد ذلك بشكل مباشر ومعترض على ما يقومون به فعاداتهم وتقاليدهم تطغى على تصرفاتهم ولكن يجب أن يكون بين هؤلاء القوم رجل رشيد هو من يبادر لقتل تلك العادات ويقوم بنفسه بتقنين وترتيب لهذه الأيام ولي في شيوخ القبائل عتب بسيط ومن محبة وهم القدوة والمؤثرين وكلامهم مسموع ويمكن لهم بيان ذلك للقبيلة وإيضاح لهم يسر وسماحة الدين وأن مثل هذه العادات والتقاليد في أيام العزاء ترهق كاهل أهل الميت.
وهنا أضع بعض الحلول التي قد تساعد في تجاوز تلك العادات والتقاليد في العزاء وعلى ضوءها قد تقوم أي قبيلة بها وهي على النحو التالي:-
١- الاكتفاء بالعزاء في المقبرة وإعلان ذلك للجميع فإن لم يتسن ذلك فيكون بالاتصال الهاتفي أو الحضور للعزاء بوقت محدد كما سيأتي توضيحه في الفقرة الثانية.
٢- تحديد أيام العزاء الثلاث بأوقات معلومة ومعروفه عند الآخرين بحيث يكون الوقت لاستقبال المعزين من العصر حتى المغرب أو من المغرب حتى العشاء وهذان الوقتان أعتقد أنه مناسب ويساهم في أخذ قسط من الراحة لأهل الميت.
٣- التقليل من مظاهر الذبح والطبخ في أيام العزاء وإذا كان ولا بد تقديم تلك الوجبة لأهل الميت فقط دون المشاركة بالحضور ليكتمل الأجر والثواب ولنعطي فرصه لأهل الميت في أخذ راحتهم مع بعضهم البعض.
ومنهج الدين الإسلامي واضح في ذلك فالأمر متاح بتقديم وصنع الطعام لأهل الميت أمر مشروع لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- لما أتى نعى جعفر بن أبي طالب- رضي الله عنه- يوم مؤتة قال النبي ﷺ: اصنعوا لآل جعفر طعاما؛ فقد أتاهم ما يشغلهم، فأمر أهل بيته أن يصنعوا لآل جعفر طعاما.
وهذا دليل على أنه يستحب أن يصنع طعام لأهل الميت لأنهم مشغولون بالموت فيستحب أن يصنع لهم أقارب الميت أو جيرانه طعاما فيكفونهم المؤونة بسبب حزنهم ومصيبتهم.
بمعنى صنع الطعام وتقديمه لأهل الميت والاكتفاء بذلك.
فهل نتغلب على العادة بالعبادة وننشر يسر الدين في هذا الجانب ونترك العادات والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان..!
وأخيرا نقول ذلك المثل “لا تحرق النار إلا رجل واطيها” فأهل الميت هم الأكثر تأثرا بفقدان ميتهم وهم من سيحزن عليه أما البقية معزين يحضرون للعزاء وربما يأكلون ويشربون ويسولفون وقد يضحكون.
فإلى متى تتغلب العادة على العبادة وإلى متى يبقى هذا الوضع؟
سؤال ينتظر الإجابة..؟
كلام جميل جدا بيض الله وجهك يابو الوليد ولكن مع الأسف كل يوم يظهر لنا بدعه جديدة في مراسم العزاء البعض يعلم الله من اول يوم مايغادر مكان العزاء يحضر جميع الوجبات ولافكر لويموت كل أفراد القبيلة أنا اخشى بكره يجي لعب بلوت وسمر
وعلى قول المثل الشعبي (موت وخراب ديار )
فهذه العادات في العزاء ليست من السنة ولا من التيسير الى قامت عليه الشريعة الأسلامية .
بارك الله في قلمك ياأباوليد