
أحوال – مكة المكرمة – تقرير / هشام نتو:.
ماهي رياضة الهايكنج:
رياضة الهايكنج هي نشاط يتمثل في المشي لمسافات طويلة على مسارات محددة في الطبيعة، وغالباً ما تكون في الجبال أو الغابات أو المناطق الريفية. يمكن أن تتراوح مسارات الهايكنج من مسارات بسيطة وممهدة إلى مسارات أكثر تحدياً تتطلب مهارات تسلق وتوجيه ولياقة عالية.
وهي من الرياضات العالمية المعروفة عالمياً والتي أنتشرت في الدول العربية من ثلاثة قرون تقريباً. ومؤخراً أصبح لها صيت وفرق رياضية تنظم رحلات محلية وخارجية ودولية وخليجياً وعربياً وكل فريق له سياسته وترتيباته للإنضمام ولأسلوب الرحلات فينظم العديد من الأنشطة الرياضية المجتمعية طوال العام ومنها دورية أسبوعية أو رحلات شهرية. والهدف منها نشر ثقافة رياضة الهايكنج والمشي الطويل على المستوى المحلي والداخلي.
فرياضة الهايكنج عرفت بمسمى “الهايكنج” منذ القرن الثامن عشر الميلادي إلى التاسع عشر وكانت أول رحلة في جبال الألب عام 1775 وكانت للرحال (ألبس).
والتي يعتبرها الكثيرون أنها أول رحلة “هايكنج” بالمسمى الحالي للرياضة ومع تطور النقل والتكنولوجيا في القرن التاسع عشر الميلادي أصبحت الرحلات في الطبيعة أكثر إمكانية وأمان. حيث أنشئ عام 1932 أول جمعية تشجع على ممارسة “رياضة الهايكنج”. في إنجلترا وهي منظمة تعمل على تعزيز المشي في الطبيعة وأحقية الوصول للمسارات والمناظر الطبيعية وأيضاً جمعية الكشافة في أمريكا وحماية الحياة البرية وغيرها من الجمعيات التي تعني بالحفاظ على المقدرات والثروات الطبيعية وتكافح من عبث البشر بها.
ولو تفحصنا في أسلوب ممارسة رياضة الهايكنج نجدها أكثر تشابهاً للتدريبات العسكرية من ناحية السير في المناطق النائية والغابات والأودية وتسلق الجبال والتخييم فهي الصورة المدنية لها ولكن صديقة للبيئة. وطبيعة الرياضة تكمن في السير على الأقدام.
معدات ممارسة رياضة الهايكنج:
وحتى الأدوات المستخدمة في السابق للرحلات- هي نفسها- المستخدمة حالياً. إبتداء من الملعقة إلى كوب الشرب إلى طبق الأكل، وحقيبة الأغراض، والسكين، والعصا. أي أدوات يعاد إستخدامها لا تؤثر سلباً على البيئة…
منظمة لا تترك أثر:
وفي منتصف القرن العشرين الميلادي حدث تحولاً ثقافياً في أخلاقيات التعامل مع الحياة البرية حيث أفتخر المسافرون على مقدرتهم العيش في الطبيعة بالإعتماد على مواد متوفرة في الطبيعة حيث ظهر خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي مبادئ بعنوان (لا تترك أثر) وهي مجموعة من الأخلاقيات للتعامل مع الطبيعة والتي أنشأها مركز (عدم ترك أثر سلبي لأخلاقيات الهواء الطلق) لتعزيز المحافظة على البيئة في الهواء الطلق وهي سبعة مبادئ وأخلاقيات:
١- التخطيط المسبق والإستعداد للرحلة.
٢- السفر والتخييم على أسطح متينة.
٣- التخلص من النفايات بشكل صحيح.
٤- وترك المكان كما هو.
٥- تقليل آثار إشعال النار.
٦- أحترام الحياة البرية.
٧- مراعياً الزوار الاخرين.
هذه المبادئ قائمة على زرع روح التعامل الإيجابي مع البيئة وما تحتويه من مخلوقات ومزروعات وآثار تدعو إلى المحافظة عليها أو بمعنى آخر عند خروجك للأماكن المفتوحة أتركها مثل ما وجدتها أي نظيفة سليمة من عبث البشر.
رياضة سهلة الممارسة ولا تكلف:
فرياضة الهايكنج رياضة بدنية لا تحتاج تدريبات بدنية لممارستها لأنها تقوم على السير على الأقدام في أقل نشاط لها وممارستها في الأماكن المفتوحة وهي رياضة جماعية أي تقوم بها مجموعة واحدة من الممارسين أولها قائد المسار وآخرها القشاش لمتابعة الممارسين في آخر الصف.
هي رياضة ليس فيها خاسر أو مهزوم، بل الجميع رابح لأنها رياضة تمارس جماعية حرفياً تبدأ بمجموعة وتنتهي بمجموعة بالذات في المناطق البرية والجبلية خارج المدينة في المناطق النائية.
أنواع رياضة الهايكنج:
رياضة لها عدة أنواع مختلفة من الممارسة حسب رغبة الممارس لها فتبدأ بالسير مسافات طويلة في البرية أو الأودية والغابات ثم الصعود وتسلق الجبال وجميعها تمارس في الأماكن النائية والقرى إلا السير على الأقدام فممكن ممارسته في الأماكن الحضرية داخل الأحياء السكنية أو المماشي الرياضة أو الأندية في المدن بشكل عام ولا ينصح ممارسة رياضة الهايكنج الجبلية فرادى، بل لا بد من وجود مجموعة لا تقل عن إثنين فالسلامة مطلب في المقام الأول لممارستها.
نصائح قبل ممارسة رياضة الهايكنج:
1 / البداية التدريجية: إذا كنت جديدًا في رياضة الهايكنج، ابدأ بمسارات قصيرة وسهلة وزد تدريجياً من صعوبة وطول المسارات مع أكتسابك للخبرة واللياقة.
2 / حمل المعدات الأساسية: بجانب الطعام والماء، أحمل أدوات ضرورية مثل مصباح رأس، صفارة طوارئ، بطانية حرارية، وسكين جيب.
3 / التخطيط للطقس: تحقق من توقعات الطقس قبل الإنطلاق وتجنب المشي في ظروف جوية قاسية. أحمل طبقات إضافية من الملابس إذا كان هناك إحتمال لتغير الطقس.
4 / الحفاظ على الطاقة: أحرص على تناول وجبات خفيفة غنية بالطاقة والبروتين خلال الهايكنج. تناول الماء بإنتظام لتجنب الجفاف، خاصة في الطقس الحار.
5 / التوازن والتقنية: حافظ على توازنك خاصة عند المشي في المناطق الصخرية أو المنحدرة. إستخدم العصي المخصصة للهايكنج لتقليل الضغط على المفاصل وتحسين التوازن.
6 / الحفاظ على الإتجاه : أستخدم خريطة ومعدات تحديد المواقع (GPS) للتأكد من أنك تسلك المسار الصحيح. كن على دراية بنقاط المرجع الرئيسية على المسار.
7 / الحفاظ على النظافة: أحمل كيساً لجمع النفايات وتأكد من ترك المكان كما وجدته. اتبع مبدأ “لا تترك أثرًا” للحفاظ على البيئة الطبيعية.
8 / التفاعل مع الحياة البرية: حافظ على مسافة آمنة من الحيوانات البرية وتجنب إطعامها. كن هادئًا واحترم بيئتها.
9 / الإسعافات الأولية: تعلم أساسيات الإسعافات الأولية ومعرفة كيفية التعامل مع الإصابات البسيطة. حمل عدة إسعافات أولية تحتوي على اللوازم الأساسية.
10 / الرفقة: إن أمكن، حاول ممارسة الهايكنج مع شريك أو مجموعة. ليس فقط من أجل الأمان ولكن أيضًا لتعزيز تجربة الاستمتاع بالمغامرة.
11 / الاستراحة بانتظام: خذ فترات راحة منتظمة للحفاظ على طاقتك والاستمتاع بالمشاهد الطبيعية.
12 / تطبيقات الهواتف الذكية: استخدم تطبيقات الهاتف الذكي المخصصة للهايكنج لمتابعة المسارات، حالة الطقس، ومشاركة موقعك في حالة الطوارئ.
مميزات الهايكنج:
1. اللياقة البدنية: الهايكنج يعتبر نشاطًا ممتازًا لتحسين اللياقة البدنية. يساعد في تقوية العضلات، تحسين القدرة القلبية والتنفسية، وزيادة التحمل.
- الصحة العقلية: التواجد في الطبيعة وممارسة النشاط البدني يمكن أن يقلل من مستويات التوتر والقلق، ويعزز المزاج والشعور بالسعادة والرضا.
- التواصل مع الطبيعة: يوفر الهايكنج فرصة للهروب من ضغوط الحياة اليومية والتواصل مع الطبيعة، مما يساعد في تحقيق السلام الداخلي والتأمل.
- استكشاف الأماكن الجديدة: يمكن للهايكنج أن يكون وسيلة رائعة لاستكشاف مناطق جديدة ومشاهدة مناظر طبيعية خلابة، مما يعزز الشعور بالمغامرة والاكتشاف.
- تعزيز العلاقات الاجتماعية: يمكن ممارسة الهايكنج بشكل فردي أو في مجموعات، مما يعزز التواصل الاجتماعي ويتيح الفرصة لتكوين صداقات جديدة أو تقوية العلاقات القائمة.
- تحسين التوازن والتنسيق: المشي على المسارات الطبيعية غير المستوية يساعد في تحسين التوازن والتنسيق، مما يقلل من خطر السقوط والإصابات.
- تنمية المهارات: ممارسة الهايكنج تتطلب بعض المهارات مثل قراءة الخرائط، استخدام البوصلة، وإعداد الأدوات الأساسية، مما يمكن أن يكون مفيدًا في مواقف أخرى.
- التعلم عن البيئة: توفر ممارسة الهايكنج فرصة لتعلم المزيد عن البيئة المحيطة والنباتات والحيوانات التي تعيش فيها، مما يزيد من الوعي البيئي.
- الصحة العامة: يساعد الهايكنج في تقليل مخاطر العديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السكري من النوع 2، والسمنة.
- تحقيق الأهداف الشخصية: يمكن للهايكنج أن يكون تحديًا شخصيًا، ويساعد في بناء الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز عند تحقيق أهداف جديدة مثل الوصول إلى
- قمة جبل أو إكمال مسار طويل.
ومما يذكر فيُشكر لدولتنا الغالية. إنشاء الإتحاد السعودي للتسلق والهايكنج والذي يعني بتطوير وتنميه رياضة تسلق الصخور والذي أنشئ تحت وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية عام 1439هـ.
رياضة الهايكنج أسهل الرياضات البدنية وأكثرها متعة لأنها تمارس في الأماكن البرية البكر وصحية لأنها تبني لياقتك تدريجياً وتثري ثقافتك علمياً وتهذب سلوك تعاملك مع البيئة.
نصيحة ممارس … شمر عن ساعديك ومارس الهايكنج فإنها متعة ليس بعدها متعة.
السلام عليكم ورحمة الله
مساء الخير اخي وحبيبي هشام مقال جميل ومفيد وملم بالهايكنج
ربي يسعدك ويوفقك
ماشاءالله مقال رائع بارك الله في كاتبه ووفقه لكل خير
شكراً للكاتب هشام على هذا المقال الشامل الذي يشجع القراء على تبني نمط حياة صحي و ممتع من خلال ممارسة رياضة الهايكنج.
لما وجد فيها من متعة الاستكشاف والفوائد الصحية العديدة. فكتب هذا المقال ليسلط الضوء على الأهمية البالغة للهايكنج في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية. برفع اللياقة البدنية، وتعزيز السعادة الشخصية وزيادة الثقة بالنفس والاعتمادية.
ما شاء الله.
تقرير و مقال وافي وكافي.
يستحق الاشاده والتقدير.
الف شكر اخ هشام على ما سبق سرده و توضيحه.
اخوك حسن الجلاد.