عزنا بطبعنا.. تاريخ مجيد وحاضر مشرق

د. حسن تميم
يُعد اليوم الوطني السعودي مناسبة تاريخية خالدة في وجدان الشعب السعودي، ففي الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني الذي يرمز إلى وحدة البلاد وتأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – عام 1932م. ويأتي هذا اليوم ليجدد معاني الفخر والاعتزاز بالوطن، ويؤكد على روح الانتماء والتلاحم بين أبناء المملكة قيادةً وشعبًا.
التاريخ يتحدث
قبل توحيد البلاد، كانت مناطق المملكة الحالية موزعة تحت مسميات مختلفة، تعاني من الانقسام والنزاعات. وعندما بدأ الملك عبدالعزيز آل سعود مسيرته لاستعادة الرياض عام 1902م، وضع حجر الأساس لعملية التوحيد. وبعد أعوام طويلة من الجهود الدبلوماسية والعسكرية، أعلن في 23 سبتمبر 1932م توحيد البلاد تحت اسم “المملكة العربية السعودية”. هذا الإعلان كان نقطة تحول كبيرة في تاريخ المنطقة، إذ بدأت مرحلة جديدة من الاستقرار والنمو.
الأهمية الوطنية
اليوم الوطني ليس مجرد تاريخ فحسب، بل هو قيمة ومعنى. فهو يذكّر المواطنين بجهود المؤسس ورجاله الأوائل، ويجسد وحدة الصف والكلمة. كما يُعتبر هذا اليوم مناسبة لتعزيز الروابط الوطنية في نفوس الأجيال الشابة، وترسيخ مبادئ الولاء والانتماء للوطن والقيادة الحكيمة. ويعكس اليوم الوطني الإنجازات العظيمة التي حققتها المملكة منذ تأسيسها وحتى اليوم، في مجالات الاقتصاد، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، والدور الريادي إقليميًا وعالميًا.
الاحتفال باليوم الوطني
تشهد مدن المملكة في هذا اليوم أجواء احتفالية مميزة. تنتشر الزينة الخضراء والأعلام السعودية في الشوارع والمباني، وتُضاء المعالم الوطنية بالألوان الوطنية. كما تُقام عروض الألعاب النارية الضخمة والعروض الجوية التي تقدمها القوات الجوية السعودية، بالإضافة إلى المسيرات الشعبية والبرامج الثقافية والتراثية. وتشارك المؤسسات الحكومية والخاصة في تنظيم فعاليات متنوعة، وتشهد الأسواق والمراكز التجارية تخفيضات خاصة بهذه المناسبة.
الجانب الثقافي والاجتماعي
يُعتبر اليوم الوطني السعودي مناسبة لتعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية. ففيه تُقام عروض للفنون الشعبية والتراثية، وتُنظم ندوات ومحاضرات تتناول تاريخ المملكة وإنجازاتها. كما يُشجع الشباب على المشاركة في الأعمال التطوعية والخيرية التي تُبرز قيم التكافل الاجتماعي والتعاون بين أفراد المجتمع. ويُتيح هذا اليوم للأجيال الشابة فرصة التعرف على تاريخ بلادهم ومراحل تطورها، ليكونوا أكثر ارتباطًا بها وفخرًا بانتمائهم إليها.
اليوم الوطني ورؤية السعودية 2030
مع إطلاق رؤية السعودية 2030، أصبح اليوم الوطني أكثر ارتباطًا بالمستقبل، إذ يُمثل فرصة لعرض إنجازات المملكة وخططها الطموحة نحو التحول الاقتصادي والاجتماعي. فاليوم الوطني ليس استذكارًا للماضي فقط، بل هو حافز للمضي قدمًا نحو مستقبل أفضل، يحقق التنمية المستدامة ويرفع مستوى جودة الحياة للمواطنين والمقيمين على أرض المملكة.
رمزية اليوم الوطني
اليوم الوطني السعودي يعبر عن قيم الوحدة، والوفاء، والاعتزاز بالهوية، ويعزز مكانة الوطن في نفوس أبنائه. وهو يوم يجسد التلاحم بين القيادة والشعب، ويُبرز مدى الترابط القوي الذي يُميز المجتمع السعودي. كما أنه مناسبة لتجديد العهد على خدمة الوطن والدفاع عنه والمحافظة على منجزاته.
في الختام، يمكن القول إن اليوم الوطني السعودي ليس مجرد مناسبة تُقام مرة كل عام، بل هو ذكرى متجددة تزرع في النفوس الفخر والعزة بالوطن والقيادة الحكيمة. إنه يوم نستلهم منه القيم والمبادئ التي قامت عليها المملكة، ونستشعر فيه مسؤوليتنا تجاه وطننا الغالي. وفي كل عام، يُعيد هذا اليوم تأكيد أن المملكة العربية السعودية، بقيادتها وشعبها، ماضية نحو المستقبل بثبات وثقة، مستندة إلى تاريخ مجيد وحاضر مشرق وطموحات لا حدود له.