الرئيسيةالعالم

سلطات مناطق أوكرانية تحدد موعد استفتاء الانضمام إلى روسيا

Listen to this article

 

   احوال – متابعات

أعلنت السلطات التي عينتها موسكو في4 مناطق في أوكرانيا الثلاثاء إجراء استفتاءات عاجلة بشأن الانضمام إلى روسيا بدءاً من 23 ولغاية 27 سبتمبر (أيلول)، في خضم هجوم أوكراني مضاد جاء ذلك بجسب مانشر عبر اندبندنت.

وتوعدت الرئاسة الأوكرانية “بالقضاء” على التهديد الروسي بينما قارنت وزارة الدفاع تلك الاستفتاءات بـ”آنشلوس”، في إشارة إلى ضم النمسا إلى ألمانيا النازية في 1938.

واستقبل الرئيس فلاديمير بوتين الثلاثاء دبلوماسيين أجانب ومسؤولين من قطاع تصنيع الأسلحة في مؤشر على المضي في سياساته.

وأعلنت السلطات الانفصالية عن تنظيم الاستفتاء في منطقتي لوغانسك ودونيتسك وكذلك في خيرسون التي احتلها الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا وفي منطقة زابوريجيا وفيها أكبر محطة نووية في أوروبا.

زيلينسكي: زمام المبادرة مع أوكرانيا

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب بالفيديو نُشر في وقت مبكر من اليوم الأربعاء بحسب التوقيت المحلي، إن الوضع على خط المواجهة مع القوات الروسية يُظهر بوضوح أن زمام المبادرة مع أوكرانيا.

وأدلى زيلينسكي بهذا التصريح بعد يوم واحد من إعلان القادة الذين عينتهم روسيا في أربع مناطق أوكرانية محتلة عن خطط لإجراء استفتاءات حول الانضمام إلى روسيا.

وقلّل زيلينسكي من أهمية “الاستفتاءات” مثمّناً إدانة الغرب لهذا المشروع.

وقال “أشكر جميع أصدقاء أوكرانيا وشركائها على إدانتهم الشديدة والحازمة لنوايا روسيا تنظيم استفتاء زائف آخر”.

انتقادات غربية

واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس في تصريحات على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن “الاستفتاءات الوهمية” التي تعتزم روسيا تنظيمها “غير مقبولة”.

وفي واشنطن قال مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن الأمن القومي جيك ساليفان إن “تلك الاستفتاءات إهانة لمبادئ السيادة ووحدة الأراضي… وإذا حدث ذلك، فإن الولايات المتحدة لن تعترف مطلقاً بمطالبات روسيا بأي أجزاء من أوكرانيا تقول إنها ضمتها”.

ومن جهته رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أي استفتاء بشأن الضم لن تكون له أهمية من الناحية القانونية. وقال للصحافيين في نيويورك “أعتقد أن ما أعلنت عنه روسيا مهزلة” مضيفاً “إن فكرة تنظيم استفتاءات في مناطق تشهد حرباً، وتتعرض لقصف، هي قمة السخرية”.

وقال ماكرون إن “ما نشهده منذ 24 فبراير (شباط) هو عودة إلى عصر الإمبريالية والمستعمرات. فرنسا ترفض ذلك وستعمل بإصرار من أجل السلام “.

بدوره ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ بالاستفتاءات المقررة معتبراً أنها تصعيد إضافي في الحرب التي يشنها الكرملين.

وكتب ستولتنبرغ على تويتر “استفتاءات زائفة ليس لها شرعية ولا تغيّر في طبيعة الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا. هذا تصعيد إضافي في حرب بوتين”.

دخول الحرب شهرها الثامن

وستجرى هذه الاستفتاءات مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الثامن في حين تتعرض كل هذه المناطق للقصف وتدور فيها معارك.

وأعلن مسؤولو “الإدارة السياسية العسكرية” المحتلة لمنطقتي خيرسون وزابوريجيا عن تشكيل “وحدات متطوعين” قريباً لمحاربة القوات الأوكرانية.

يجري الإعداد منذ شهور لهذه الاستفتاءات، على غرار الاستفتاء الذي أضفى الطابع الرسمي على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية من قبل روسيا في عام 2014 الأمر الذي ندد به المجتمع الدولي.

ويبدو أنه تم تقديم موعدها إثر الهجوم الأوكراني المضاد الذي أرغم الجيش الروسي على التراجع إلى الشمال الشرقي من البلاد.

في الواقع، كان حزب روسيا الموحدة بزعامة بوتين يسعى لتنظيمها في 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، بمناسبة يوم الوحدة الوطنية الذي يحيي ذكرى ثورة شعبية في القرن السابع عشر.

وكان رئيس “برلمان” لوغانسك دينيس ميروشنيشنكو أول من أعلن أن الاستفتاء سيجري على مدى أربعة أيام اعتباراً من الجمعة.

ابتزاز وتراجع روسي

وتلاه في ذلك الزعيم الانفصالي لدونيتسك ورؤساء إدارتي الاحتلال في خيرسون وزابوريجيا. ودعوا جميعهم بوتين للاعتراف بنتائج التصويت.

وردت كييف على لسان رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك بأن “أوكرانيا ستتكفل بتسوية المسألة الروسية. لا يمكن القضاء على التهديد إلا بالقوة”، وندد بما وصفه بأنه “ابتزاز” من جانب موسكو بدافع “الخوف من الهزيمة”.

وأكد وزير الخارجية دميترو كوليبا أن أوكرانيا “ستواصل تحرير أراضيها بغض النظر عما تعلنه روسيا”.

يأتي الإعلان عن الاستفتاء في الوقت الذي منيت فيه روسيا بانتكاسات مع اضطرارها للانسحاب من منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا في مواجهة اختراق قوات كييف بفضل إمدادات السلاح والمعدات العسكرية الغربية.

وشن الجيش الأوكراني أيضاً هجوماً مضاداً على منطقة خيرسون في الجنوب، وإن لم يكن بالحجم نفسه، لكنه مكنه من تسجيل مكاسب. كما أنه في وضع هجومي في منطقة لوغانسك التي احتلتها موسكو بالكامل في الربيع بعد شهور من القتال الدامي.

وتأمل كييف في استعادة قرية بيلوغوريفكا التي كلف الهجوم عليها روسيا غالياً في مايو (أيار) عندما تم تدمير قواتها ومعداتها أثناء محاولتها عبور نهر سيفرسكي دونيتس.

وعلى بعد 20 كيلومتراً عن سيفرسك قصفت المدفعية الأوكرانية مواقع روسية.

السلاح النووي 

والتقى بوتين الثلاثاء مسؤولين من قطاع تصنيع الأسلحة وقادة أمنية وطالبهم بـ”تسريع القدرات الإنتاجية” من أجل “تسليم الأسلحة اللازمة في أقرب وقت” للجيش.

وخلال تسلمه أوراق اعتماد سفراء جدد، وعد بوتين الثلاثاء بمواصلة سياسته الخارجية “السيادية”، وندد بنزعة “الهيمنة” الأميركية قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

بموازاة ذلك أقر مجلس النواب الروسي (مجلس الدوما) قانوناً يشدد إلى حد كبير أحكام السجن في حق الجنود الروس الذين يستسلمون للعدو أو يفرون أو يرتكبون أعمال نهب.

وصباح الثلاثاء أعلن ميدفيديف على تلغرام أن الاستفتاء في دونباس “له أهمية كبيرة … لاستعادة العدالة التاريخية”، إذ تعتبر روسيا أوكرانيا تابعة تاريخياً لها.

وأضاف أن “التعدي على الأراضي الروسية جريمة وفي حال ارتكابها يسمح باستخدام كل القوات للدفاع عن النفس”.

وقالت المحللة الروسية المستقلة تاتيانا ستانوفايا إن تنظيم هذه الاستفتاءات يمثل تهديداً واضحاً من بوتين لأوكرانيا والغرب الذي يساعد كييف ويفرض عقوبات على روسيا.

وأضافت الخبيرة التي تدير مركز R.Politik على تلغرام أن “بوتين مستعد لإجراء الاستفتاءات من دون تأخير للحصول على الحق في استخدام السلاح الذري للدفاع عن الأراضي الروسية”.

إرسال أسلحة إلى أوكرانيا “غير مقبول”

حذر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غريشكو خلال لقاء الثلاثاء مع السفير الفرنسي لدى موسكو بيير ليفي باريس من إرسال أسلحة إلى أوكرانيا معتبرا أن ذلك “غير مقبول”.

وقالت الخارجية الروسية في بيان أن “تركيز الانتباه كان على عدم مقبولية إرسال مزيد من الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة الفرنسية، وهي أسلحة يستخدمها نظام كييف لقصف منشآت مدنية وبنى تحتية”.

وأضاف البيان أن الجانبين بحثا أيضاً “التقدم المحرز في تنفيذ اتفاق الحبوب ومشاكل ضمان الأمن الغذائي”، في إشارة إلى الاتفاقية الموقعة بين روسيا وأوكرانيا والتي تسمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية.

وجرى في الوقت نفسه توقيع اتفاقية تسمح لروسيا بتصدير المنتجات الزراعية والأسمدة على الرغم من العقوبات الغربية بعد الهجوم الروسي.

وقال البيان إنه تم “التشديد على ضرورة رفع العقوبات غير القانونية عن منتجي الحبوب والأسمدة الروس، وكذلك إزالة العوائق التي تحول دون تشبع أسواق الدول النامية من أجل منع حدوث عواقب إنسانية وخيمة”.

وانتقد الكرملين اتفاق الحبوب الذي تم توقيعه بوساطة تركيا والأمم المتحدة، قائلاً إن الصادرات الروسية تضررت.

وقال بوتين إن معظم عمليات التصدير تذهب إلى أوروبا وليس إلى البلدان الفقيرة التي هي بأمس الحاجة إلى الحبوب. واتهم بوتين الثلاثاء الاتحاد الأوروبي بمنع 300 ألف طن من الأسمدة الروسية من الوصول إلى أفقر دول العالم.

بايدن يرشح لين تريسي سفيرة لدى روسيا

رشح الرئيس الأميركي جو بايدن الدبلوماسية المخضرمة لين تريسي الثلاثاء لتولي منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى روسيا بعد تقاعد السفير الحالي جون سوليفان.

وتشغل تريسي حالياً منصب السفيرة الأميركية لدى أرمينيا، وينبغي أن يوافق مجلس الشيوخ على تعيينها في موسكو.

وتخصصت تريسي في الدراسات السوفياتية في جامعة جورجيا وحصلت على إجازة في القانون من جامعة أكرون بولاية أوهايو عام 1994.

وبعد انضمامها إلى الخارجية الأميركية، عملت تريسي في سفارات بلادها في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى بما في ذلك جورجيا وقرغيزستان وتركمانستان وكازاخستان.

كما عملت في القنصلية الأميركية في بيشاور بباكستان بين عامي 2006 و2009 حيث نجت من هجوم شنه مسلحون على سيارتها الرسمية.

ومن عام 2014 حتى عام 2017 شغلت تريسي منصب نائبة رئيس البعثة الأميركية في موسكو.

وغادر سوليفان (62 عاماً) روسيا أوائل سبتمبر (أيلول) بعد أقل من ثلاث سنوات على توليه مهمته وسط عمليات طرد متبادلة للدبلوماسيين بين واشنطن وموسكو، قبل أن تتفاقم الضغوط في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط).

وغادر سوليفان موسكو فجأة للعناية بزوجته المحامية غريس رودريغيز التي كانت تعاني من مرض السرطان قبل أن تتوفى في 5 سبتمبر، وفق موقع بوليتيكو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى