مقالات

تغير قناعات الفتاوى والآلم النفسي

Listen to this article

  أ. طلال محمد ملائكة  

في مقالنا السابق ( دعوة للتفكير – تغير الفتوى ) تحدثنا عن أولئك الأشخاص الذين كانوا خلال السنين الماضية على إيمان كامل بفتاوي معينة وهي بالعشرات.. ذكرت البعض منها وعلى يقين بأنك وأنتِ تدركوا بعضها.

أولئك الأشخاص  الآن يعيشون الواقع بتغير معظم تلك الفتاوي التي نشأوا وتربوا عليها في ( البيت والمناهج التعليمية والمسجد وخطبها والإعلام الموجه ) وأعتقدوا أنها الأصح وأن قول مشايخهم ( من يتذكر.. لا تمسوهم فلحومهم مسمومة ) و أن عقيدتهم هي العروة الوثقى وأن أبواب الجنة تمر من باب فرقتهم الناجية من النار.

     أعلم كم هو مؤثر نتاج الفكر المحدد ومعتقده أعلاه على السلوكيات والقناعات للتابعين وكيف كانو مقتنعين قناعة تامة بأنهم على الصواب المطلق.. وكيف أنهم الآن يعانون من بعض الإحساس الداخلي الشبه مضطرب وكيف أن بعض أفكارهم المعتقدية بدأت تتغير مما يؤثر على زعزعة أستقرارهم النفسي وجنوح بعضهم للإنكفاء والعزلة والإكتئاب وهذا ما أجده أثناء حواري مع بعضهم حينما أختلف معهم فيما يرسلونه وينشرونه.

ملاحظة : قولي أعلاه هو عن العامة منهم من التابعين ومن يظنون أنهم أصحاب رسالة وليس قصدي أولئك الأرهابيين التكفيريين فأولئك لهم برامج خاصة في مراكز المناصحة والتي أنتشرت في معظم بلداننا العربية والإسلامية خلال السنين الماضية.

ولي ملاحظة على من قال بأن الفتاوي لا تتغير بالمكان والزمان.. أنها تتغير والدليل عندما أرجع إلى تاريخ الإسلام ومنذ عهد الصحابة والأئمة وإلى ماقبل فترة بسيطة.. من يتذكر فتاوي عدم جواز الإحتفال باليوم الوطني وسماع الموسيقى والصور البشرية والحيوانات..كيف كنا وكيف أصبحنا.

ومن ذلك أخي وأختي لا تكابروا وتتعنتوا فليس عيباً ولا نقص في ديننا الإسلامي الحنيف القابل للتطبيق في كل زمان ومكان أن تتغير الأفكار والاطروحات والفتاوي بتغير الزمن لا سيما وأنها أساساً مختلفاً عليها والعقلاء يعلمون بأن فكر الإنسان يتطور وتتغير بعض القناعات مع الزمن.. ولنتذكر بعض أئمة المسلمين في تغير رأيهم وفكرهم في مسائل فقهية معينة.

أسأل الله للجميع البصر والبصيرة ويهدينا جميعا للاسلام الوسطي والمعتدل ويجعلنا كمسلمين متحابين وحتى لو أختلفنا من الشرق للغرب والمهم اننا مسلمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى