مقالات

ليل وشتاء

Listen to this article

  أ. فاطمة الغربي

في كُل عام ننتظر برد وليل الشتاء لكي نكتُب. ونشعر .ونعيش ذكرياتنا التي نراها بأعيننا وكأنها اليوم الذي نعيشه الآن.
لا يفهم ويعرف قيمة الشتاء إلا من يملك قلماً فيكتب ليزداد قلمه رونق وجمال تلك اللحظات –

ننتظر لليالي الشتاء التي تجعلنا نُعيد التفكير للكثير من تلك الذكريات وكأن لها أبواباً مؤصدة لا يفتحها إلا ليلُ الشتاء الطويل البارد نقضيها في زوايا غُرفنا نعتزل العالم للقرب من أنفُسنا فنتحدث إليها بكل ما أزعجنا.
نستقبله لوحدِنا كي نعود من جديد نعيد بكل تأمل تلك الصور الخالدة والتي كانت الأجمل في حياتنا-

نكتفي بكوب قهوة وقلم يتكلم عن ماتحمله دواخلنا.. متأملين في كل مامضى ونترقب بكل ماهو آتٍ.
ترِدُ في أذهاننا الكثير من الأفكار والخواطر فتتجول بين محطات الحياة التي لن ننساها.

الذكريات لا تقف على حبيب فقط
فهناك ذكريات لأهلٍ فارقناهم الفراق الأبدي.. ولأصدقاء خسرناهم بسبب ظروف الحياة.. ورفاق أبتعدنا عنهم وقد كان قربهم لنا كالنفس الذي نعيشه.

ذكريات الجار الذي قضينا معه أجمل أيام السنين.. لمدينتنا التي كانت مكاننا الذي كبرنا وكان أجمل جزء بذاكرتنا.

فنرى من حولنا أطياف لأُناس لا زالت قلوبنا تحمل لهم من الحب والمودة ونتذكرهم بألم الحنين.

ما أجمل منظر العائلة وهي تجتمع حول تلك المدفأة تتبادل الأحاديث رغم بساطتها إلا إنها شفاء للروح من الهموم.

ما أجملك ليالي الشتاء فأنتي جبر لخواطرنا رغم الضجيج الذي يسكننا ولا يستطيع أن يعيدنا إلي ما قاومناه ألف مرة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال يحيط بِه الدفء في قالب من الحب المترامي والكامل . مبدعة دائمًا فاطمة الغربي

زر الذهاب إلى الأعلى