مقالات

ذكرى رحيل شقيقتي.. رحمها الله

Listen to this article

  أ. منصور نظام الدين

رحمك الله رحمة الأبرار أختي وفقيدتي
وأسكنك أعلى الجنان مع سيد الأنام محمد بن عبدالله – اللهم صلي وسلم وبارك وأنعم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
في مثل يوم أمس ١١ من شهر جمادى ثاني قبل 46 عاماً – رحلت أختي – شقيقتي – رحمها الله رحمةً واسعةً وأسكنها فسيح جناته
رحلت زهرة وشمعة بيتنا
رحلت من هذه الدنيا الفانية، ولكنها لا تزال تعيش في داخلنا طالما بقينا على قيد الحياة.

رحلت وهي عروس في ريعان شبابها – وبعد شهراً واحد اً من زواجها
ولكنها بحول الله وقوته ستكون عروساً في الفردوس الأعلى من الجنة
أختي الحبيبة الغالية (سعيدة) كانت بعد الله عزوجل – سنداً لوالدتي رحمها الله رحمةً واسعة وأسكنها فسيح جناته.

لأن والدي توفى رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة عقب أدائه من الحج وأصيب بالحمى الشوكية والتي تسببت في وفاته – في موسم حج 1390 هجرية – تاركاً لوالدتي حملاً ثقيلاً ستة من الأبناء – ثلاثة ذكور.. وثلاثة إناث.. أكبرنا لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها.. وأصغرنا لم يكمل عامه الأول.. وهذا دفعها لأن تشمر عن ساعديها وتساعد والداتي في تدبير أمور المنزل ومسؤوليات الحياة.

فكانت أن فتح الله بصائرها خياطة تحيك الملابس لكل جاراتنا في الحي.. وذاع صيتها في تلك الفترة.. وكانت الجارات يحضرن لها لتقوم بالتفصيل والخياطة لهن.

ومع مرور الأيام كبرت وكانت تتهيأ أن تكون عروساً وتزينت بكامل جمالها وشاركها الجميع فرحتها.. وبعد مرور شهر من الزواج وبينما كانت في المطبخ تستعد لإعداد العشاء لزوجها- إذ بأنبوبة الغاز تشتعل فيها.

نُقلت في ذلك الوقت لمستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة وعند أذان الفجر من اليوم الحادي عشر من شهر جمادى الآخرة لعام 1398 هجربة – إنتقلت للرفيق الأعلى.

رحمك الله رحمةً واسعة وجعل الفردوس الأعلى من الجنة يارب العالمين منزلك وقرارك .
وجعل ما قدمتيه في ميزان حسناتك يارب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى