الرئيسيةرمضان

ذكريات رمضان قديما

Listen to this article

لقاءات رمضانية

أحوال – مكة – غميص الظهيري:

التقيت بالعم غرم الله حسن الغامدي من سكان مخطط ٤ بالشرائع البالغ من العمر ٨٥ سنة وألقيت معه هذا اللقاء وسألته عن رمضان في قديم الزمان كونه من كبار السن.

عم غرم الله أسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يمتعك بالصحة والعافية وأن يحسن خواتمنا جميعاً نحب أن تعطينا فكرة عن صيامكم أيام زمان وما هي المعاناة التي كنتم تعانونها؟

فأجاب العم غرم الله بقوله ياولدي نحن عشنا في زمن صعب، أحيانًا نجد طعام وأحياناً نصومه عطوف على شربة ماء أو لبن إذا وجد معتمدين على حبوب مزارعنا إذا هطلت الأمطار وزراعة البلاد فنحصد ونأكل من إنتاجها ولكن كنا كلنا قنَّاعة إذا جاءنا ضيف يجتمعن النسوة عند المرأة التي في بيتها الضيف كلاً تأخذ دقيقها أو بما نسميه في لهجتنا العجين
ويخبزن ماجمعن عند التي في بيتها ضيف لأن الذي عندها لا يكفي ونكرم ضيفنا والذي يزيد عن حاجة الضيف يتقسمنه وكلاً تذهب إلى بيتها وهكذا كانت الحياة.
كان المضيف يقول لضيفه حياك الله على ما يسر الله والضيف يقنع بما قدم له.

سألناه كيف كانوا يقضون يوم رمضان في الحر لعدم وجود الكهرباء في ذلك العصر
فأجاب كنا نسرح مع مواشينا في الجبال من بعد صلاة الفجر ولا نعود إلا  قرابة العصر والنسوة يذهبن يجلبن الماء من أماكن بعيدة لعدم وجود الآبار وفوق هذا كله تجلب النسوة الحطب وطحن الحب على المطحنة أو الرحى.

فطورنا خبز إذا توفر وإلا قهوة بن عليها زنجبيل فقط نكسر الخبز ونأكل على شربة ماء من القربة والقهوة وإذا فيه لبن بمانسميه بلهجتنا الحقينة من الشكوة والسحور نفس الشيء لا يوجد رز ولا شاهي.

وعندما سألناه كيف كانوا يتحملون حرارة الجو بدون كهرباء ولامكيفات؟

فأجاب نرش الشراشف في الماء ونلتحف بها دقائق وتنشف ونكرر وهكذا حتى يحل الليلة تتفطر الشفايف من شدة العطش ولكن نصبر ابتغاء الأجر من الله.

كما التقينا بالعم محمد الحكمي البالغ من العمر سبعين سنة وسألناه نفس الأسئلة فسبحان الله كانت كل إجاباتهم حول الموضوع علماً أن الأول من غامد والثاني من جيزان لكن كانت أحوال الناس متقاربة في ذلك العصر.

سألنا الحكمي عن الفرق في صيام اليوم وصيام زمان رد علينا بحسرة شديدة قال ياولدي ماهناك مقارنة أبداً اليوم الواحد نائم تحت المكيف مايعلم كيف يبدأ النهار وكيف ينتهي كل وقتنا نوم..
وإذا جاء الفطور تقدم لك سفرة بالأمتار عليها كلما لذ وطاب خيرات الله ياولدي لاعد تسأل أبداً ماهناك مقارنة الواحد من المغرب إلى الفجر يأكل ونحن نفطر ونصلي العشاء وننام لايوجد ساعة نتوقت بالنجوم إذا ظهرت السبع نقوم نتسحر، السبع نجوم سبعة تتطلع قبل الفجر وسحورنا الله يعلم به قهوة وشربة ماء إذا بقي شيء من الفطور نسخنه ونأكله وإذا يوجد غيره خبزوه لنا وإذا فيه لبن في الحلال فنحن بخير وإذا مافيه يصنعن النسوة من الدقيق بمايشبه الشربة اليوم ويفتون الخبز فيه ونأكله.

ياولدي احمدوا الله فأنتم جيتم في نعمه يجب عليكم شكرها واسألوا الله أن يديمها ولايغير عليكم.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لقاء ماتع وشيق مع تصور المعاناة في الماضي وخصوصا اوقات الصيام وماننعم به هذه الايام من الخيرات نسأل تعالى ان يديمها علينا وان يرزقنا خيراً من منها. ابو فهد مميز في طرحه

  2. الحمد لله نعيش في زمن رخاء ورغد عيش ، رغم ذلك وللأسف الشديد قلّ الشكر في ألسنة الناس وقلوبها .

زر الذهاب إلى الأعلى