شجاعة أبي بكر في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم

كان لأبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه- مواقف خالدة في الدفاع عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وردِّ أذى قريش عنه، ومن هذه المواقف ما ورد في صحيح البخاري أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يُصلّي، فقدم عليه عقبة بن أبي مُعيط -أحد كفّار مكّة- وجعل يخنقه بردائه. فدفع أبو بكر عقبة عن رسول الله، وصار يقول: “أتقتلون رجلًا أن يقول ربّي الله؟ وقد جاءكم بالبيّنات من ربّكم”.[٥] ومن الصحابة الذين شهدوا بشجاعة أبي بكر وبيّنوا أنّه من أشجع الناس علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، فقد سأل أصحابه حينما كان خليفةً للمسلمين عن أشجع الناس برأيهم، فأخبروه أنّه هو، فأجابهم بأنّ هناك من هو أشجع منه وهو أبو بكر، وذكر لهم بعضًا من مواقف شجاعته.[٥] ومنها ما كان من أبي بكر -رضي الله عنه- في غزوة بدر حيث كان ملازمًا لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يخشى أن يُصيبه المشركون بأيّ أذى، فيُقدّم روحه دفاعًا عن رسول الله، وكان حاملًا لسيفه يضرب به كلّ من يقترب من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يريد قتله والنوال منه.[٥] ومن هذه المواقف أيضًا ما حصل من قريش في أحد الأيام، حيث جعلوا يتجاذبون رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ويقولون له: أنت الذي جعلت الآلهة إلهًا واحدًا؟ ولم يقترب منه أحد من الصحابة إلّا أبا بكر الذي دافع عنه وجعل يُبعد المشركين عنه، ويقول لهم: ويلكم أتقتلون رجلًا أن يقول ربّي الله.[٥]



