
ذُل النفس في سبيل مصلحة الإسلام والمسلمين #كرامة_ورفعة لك عند الله
لا كما يظنه بعض الحمقى والسفهاء
أنها عكس ذلك وان صاحبها ذليل نفس ومُهان!!!
#ففي السنة التاسعة عشرة للهجرة بعث صاحب رسول الله ﷺ #عمر بن الخطاب رضي الله عنه #جيشا لحرب الروم فيه عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه وكان قيصر عظيم الروم قد تناهت إليه أخبار جند المسلمين وما يتحلون به من صدق الإيمان ورسوخ العقيدة واسترخاص النفس فى سبيل الله ورسوله ﷺ ، فأمر رجاله إذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين أن يبقوا عليه وأن يأتوه به حيا .
وشاء الله أن يقع عبد الله بن حذافة السهمي أسيرا فى أيدى الروم ، فحملوه إلى مليكهم وقالوا : إن هذا من أصحاب محمدﷺ السابقين إلى دينه قد وقع أسيرا فى أيدينا وأتيناك به ، نظر ملك الروم إلى عبد الله بن حذافة طويلا ثم بادره قائلا : إنى أعرض عليك أمرا ، قال : وما هو ؟ فقال : أعرض عليك أن تتنصر فإن فعلت خليت سبيلك وأكرمت مثواك فقال الأسير فى أنفة وحزمة : هيهات ، إن الموت لأحب لى ألف مرة مما تدعوني إليه .
فقال قيصر : إنى لأراك رجلا شهما فأن أجبتني إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري وقاسمتك سلطاني ، فتبسم الأسير المكبل بقيوده وقال : والله لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد ﷺ طرفة عين ما فعلت ، قال : إذن أقتلك ، قال : أنت وما تريد .
ثم أمر به فصلب وقال لقناصته بالرومية : ارموه قريبا من يديه وهو يعرض عليه التنصر فأبى ، فقال : ارموه قريبا من رجليه وهو يعرض عليه مفارقة دينه فأبى ، عند ذك أمرهم أن يكفوا عنه وطلب منهم أن ينزلوه عن خشبة الصلب ثم دعا بقدر عظيمة فصب فيها الزيت ورفعت على النار حتى غلت ثم دعا بأسيرين من أسارى المسلمين فأمر بأحدهما أن يلقى فيها فألقي فإذا لحمه يتفتت وإذا عظامه تبدوا عارية .
ثم التفت إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية فكان أشد إباء لها من قبل ، فلما يئس منه أمر به أن يلقى فى القدر التى ألقى فيه صاحباه فلما ذهب به دمعت عيناه فقال رجال قيصر لملكهم إنه قد بكى فظن أنه قد جزع ، وقال : ردوه إلى فلما مثل بين يديه عرض عليه النصرانية فأباها ، فقال : ويحك فما الذى أبكاك إذن ؟! .
قال : أبكانى أنى قلت فى نفسي : تلقى الآن فى هذا القدر فتذهب نفسك وكنت أشتهى أن يكون لى بعدد ما فى جسدي من شعر أنفس ، فتلقى كلها فى هذا القدر فى سبيل الله ، فقال الطاغية : هل لك أن تقبل رأسي وأخلى عنك ؟ فقال له عبد الله : وعن جميع أسارى المسلمين أيضا ، قال : وعن جميع أسارى المسلمين أيضا ،
قال عبد الله : فقلت فى نفسي : عدو من أعداء الله أقبل رأسه فيخلى عنى وعن أسارى المسلمين جميعا لا ضير فى ذلك عندى ، ثم دنا منه وقبل رأسه فأمر ملك الروم أن يجمعوا له جميع أسارى المسلمين وأن يدفعوهم إليه ، فدفعوا له .
قدم عبد الله بن حذافة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخبره خبره ، فسر به الفاروق أعظم السرور ولما نظر إلى الأسرى قال : ( حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدأ بذلك ، ثم قام وقبل رأسه ) .



