مقالات

حياتي بين الطب والحرب

Listen to this article

أ. محمد العدواني

كتاب “حياتي بين الطب والحرب”.. سيرة ملهمة لطبيب وقائد في زمن المواقف الكبرى ..
في مشهد يختلط فيه شرف المهنة بأمانة القلم، والطب بالحكمة، والعسكرية بالقيم الوطنية، صدر مؤخرًا كتاب فريد من نوعه بعنوان:
“حياتي بين الطب والحرب” من تأليف سعادة اللواء الطبيب عطية بن محمد بن عطية الحريري الزهراني، أحد القامات التي جمعت بين الريادة الطبية، والقيادة العسكرية، والعمق الإنساني، في آنٍ واحد.

الكتاب، الواقع في 336 صفحة، ليس مجرد سيرة ذاتية، بل هو شهادة حياة، وتجربة إنسان، ومسيرة وطن، وقد صيغ بأسلوب يجمع بين الشفافية والعمق، ليحمل للقارئ عصارة تجارب ممتدة على مدى عقود من العمل، والتحديات، والمواقف الإنسانية الراقية،
رحلة المؤلف من حي الشهداء إلى عواصم الطب العالمية.. حيث انطلقت رحلة المؤلف من حي الشهداء الجنوبية بمدينة الطائف، ومن مقاعد مدرسة الحسن بن الهيثم الابتدائية، لتصل به إلى أرفع المناصب، حيث أصبح من كبار الضباط في السلك الطبي العسكري، ومن مديري كبرى المستشفيات في المملكة، وأحد الاستشاريين الرواد في تخصص جراحة الغدد الصماء، وهو من التخصصات النادرة والدقيقة،

وقد نهل علمه من أعرق الجامعات الفرنسية، وشارك في محافل طبية وعسكرية دولية، منها: الولايات المتحدة الأمريكية، إسبانيا، العراق، الكويت، كوسوفو، وغيرها من مواقع المهمات الوطنية والإنسانية.
عمل يُقرأ… ويُلهم إذ نجد الكتاب لا يُقرأ مرة واحدة؛ بل يُعاد ويُتأمل من أقتناه.. ففيه من المواقف ما يُعلّم، ومن التجربة ما يُثري، ومن الحكمة ما يُكتب بماء الذهب. وهو مرجع وطني وإنساني في آن، يمكن أن يشكّل مصدر إلهام للأطباء، والقياديين، والمهتمين بفنون الإدارة، وعلوم الطب، وتجارب الميدان

ومع اقتراب موسم الإجازة الصيفية، فإن هذا العمل يُعدّ خيارًا مثاليًا للشباب والمهتمين، لما يحتويه من دروس عملية، ومواقف وطنية، وتجارب قيادية في ميادين الحياة المختلفة، وقد سعدنا بلقاء المؤلف الكريم، حيث تبادلنا أطراف الحديث حول محطات الكتاب، وتجليات التجربة، في أجواء من الود والمعرفة والامتنان.


ماذا بقي لي أن أقول؟ سوى أن نُحيي في اللواء الطبيب أبو فيصل هذا العطاء الثري، وهذه الروح المتوهجة التي تنبض إخلاصًا وصدقًا.
لقد قدّم لنا في كتابه “حياتي بين الطب والحرب” عملاً استثنائيًا، زاوج فيه بين دفء السرد وثراء التجربة، وبين حكمة الطبيب وحنكة القائد، فجاء الكتاب تحفةً أدبيةً وإنسانية، تُقرأ بعين التأمل وقلب الامتنان.

إنه إصدار يستحق الإشادة والاحتفاء، بما حمله من دروس في الوفاء، وبصمات في القيادة، وتجارب تختزل عقودًا من الكفاح في ميادين الطب وخدمة الوطن.

ونحن إذ نطوي صفحاته، فإننا نفتح في ذاكرتنا شوقًا جديدًا لما وعد به المؤلف في عمله القادم، الذي سيتناول فن القيادة والإدارة، ذلك العالم الحيوي الذي لا يقل عمقًا عن ميدان الطب، بل قد يكون امتدادًا طبيعيًا له، حيث تُصاغ القرارات، وتُصنع النجاحات، وتُبنى الأوطان.

ننتظر ذلك الإصدار بشغف… فمثل هذه التجارب حين تُكتب، لا تُقرأ فقط… بل تُقتدى.

ومضة..

صدق من قال: “خير الهدايا في الزمان كتاب” وكتاب “حياتي بين الطب والحرب” هو هدية الزمن لكل من يؤمن أن الحكمة تولد من التجربة، وأن الوطن يُبنى بعقول وقلوب تنبض بالإخلاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى