خاطرة من كل فج عميق

أ. عصام بن عبدالهادي البركاتي
قال الله تعالى: “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “الحجاج والعمَّار وفد الله، إن دَعوهُ أجابهم، وإن استغفروهُ غَفَرَ لهم”. فالحاج هو ضيف على الله، ومن يزور الله يُكرم، ومن مظاهر كرم الله أن يُسخّر له من يقوم بخدمته ورعايته.
وهنا نود أن نلفت الانتباه إلى بعض النقاط الهامة:
حكومتنا الرشيدة، رعاها الله، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، تبذل جهودًا كبيرة في تقديم كل ما هو غالٍ ونفيس لخدمة الحجاج والمعتمرين، وتسهيل مناسكهم بكل يسر وسهولة.
ونحن كأفراد ومجتمع، علينا أن نساهم في خدمة ضيوف الرحمن. ومن الملاحظات المهمة أن بعض أهل البر والإحسان قد يقدمون المساعدة دون إدراك أن الحجاج يحتاجون إلى الدعم والمساعدة المادية.
الحقيقة أن الحاج يحمل معه زاده وراحلته، وكل ذلك يتناسب مع حالته.. وقد صدق الله حين قال: “من استطاع إليه سبيلًا”. فالمقصود بالاستطاعة هو الزاد والراحلة، منذ القدم، والتي تشمل سفره من بلده إلى عودته، مرورًا بمكان إقامته واحتياجاته وتنقلاته.
لذا، ليس الحاج بحاجة إلى الصدقة كما يعتقد البعض.
إلا في حالات الطوارئ، يجب علينا أن نكرم ضيوفنا بحسن الاستقبال وكرم الضيافة، مع مراعاة احتياجاتهم من منطلق الإكرام والمحبة، فهم ضيوف الله. هذا هو الأسلوب الأمثل، ونسأل الله أن يوفقنا في ذلك.. ينبغي أن نشجع أهل الدثور على إكرام ضيوف الرحمن بطريقة تجعل الحاج يشعر بأنه مُكرّم وليس متسولاً، بل يُستقبل بطريقة حضارية ومثالية.
من الملاحظ أن بعض المحسنين يقدمون وجبات طعام وأطباق كرتونية للحجاج عند أبواب الفنادق، سواء عند دخولهم أو خروجهم، من خلال العمال.. وهذا قد يجعل الحاج يشعر بأنه يتلقى مساعدة بعد انتظار طويل، مما يخلق صورة غير صحية وغير حضارية، تسيء إلى جمال التجربة الإنسانية.. لذا، من الأفضل أن يتعاون هؤلاء المحسنون مع الجهات الخيرية والجمعيات المجتمعية لتنظيم هذه التوزيعات داخل الفنادق، على موائد شهية، مع حضور ممثلين لهم ليشاركوا الحجاج فرحة اللقاء بأخوة الدين والعقيدة، وتأثيرها الإيجابي على نفوس ضيوف الرحمن.
كل شخص يمكنه المساهمة حسب وقته وجهده وموارده، ومن خلال تجارب سابقة، وجدنا أن هذه المبادرات تترك أثراً طيباً في ذاكرة الحجاج، وتساهم في تعزيز دعواتهم وهتافاتهم الصادقة، خاصة في هذه الأوقات.
اخي عصام شهادتنا فيكم مجروحه بارك الله فيكم فانتم ممن يشار اليهم بالبنان فيما تقومون به من اعمال تطوعيه لاحصر لها في مكه المكرمه وايضاً في جميع المشاركات المجتمعيه ففي مقالك هذا اصبت كبد الحقيقه وتحديداً في موضوع تقديم الوجبات في كراتين …. الخ
فعلاً هذا التصرف يسبب اهانه واحراج لضيف الرحمن في انتظار هذه الوجبه والتزاحم عند الاستلام وغيرها الكثير ..
طريقة اعداد وجبة طعام مرتبه على طاولات محترمه فيه لمسه رائعه وجميله بارك الله فيك اشكرك من الاعماق على هذا الحس الرائع من رجل كريم يهتم بأدق التفاصيل ويراعي احترام مشاعر الاخرين ..
بارك الله فيكم وفي جهدكم المبذوله في خدمة مكه واهلها وخدمة ضيوف الرحمن ..