مقالات

نصفُ الجمال خُلقٌ.. والباقي يزول

Listen to this article

أ. خالد الشهراني

الجمال ليس مجرد مظهر خارجي، فرغم أن الحُسن يُحب بالفطرة، إلا أن الجمال الحقيقي هو ما يسكن القلب ويظهر في السلوك وينعكس في التصرفات. فكم من وجه جميل شوهه الغرور، وكم من ملامح بسيطة أشرقت بحسن الخلق وأبهرت من حولها.

الأخلاق الرفيعة هي زينة الإنسان التي لا تبهت، وجماله الدائم الذي لا يشيخ. من خلالها ينال محبة الناس ويكسب القبول، وتُثقل بها موازينه يوم القيامة.

وقد أوضح القرآن الكريم أن معيار التفاضل الحقيقي بين الناس لا يعتمد على المظهر أو النسب، بل على التقوى والعمل الصالح، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13].

كما ذكر النبي ﷺ: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق» [رواه الترمذي].

فبينما قد يجذب جمال الشكل الأنظار، فإن جمال الخلق يأسر القلوب، ويخلد الذكر، ويترك أثرًا طيبًا لا يزول.

فلنجعل الأخلاق عنوانًا لنا وزينةً لأرواحنا، فمع زوال المظهر يبقى الجوهر، ومع مرور الزمن يثبت الأثر، وما عند الله خير وأبقى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى