مقالات

رحيل نسمة الحواري الهادئة

Listen to this article

أ. جميلٌ عطاءُ الله المولد

يرحل بعض الناس كما تهب النسائم الباردة في ليالي الصيف؛ بهدوءٍ يملأ الأفق، ويترك في القلوب أثرًا لا يُنسى. هكذا رحل حسن حساني الصبياني، تاركًا خلفه إرثًا من البساطة، والروح المرحة، والإنسانية الصادقة التي قلّ أن تتكرر.

كان – رحمه الله – حضورًا يفيض طاقة إيجابية، وابتسامةً لا تفارقه، وعفويةً تُشعر من حوله بالأمان.. أينما حلّ، ترك بصمة خفيفة لطيفة في نفوس من عرفوه، فكان عنوانًا للمرح، ومصدرًا للسعادة، ووجهًا مألوفًا في أحياء مكة وملاعبها الشعبية.

رحل في صمتٍ كما عاش، متواضعًا في حضوره، كبيرًا بأخلاقه، وفيًا للرياضة التي أحبّها، وخدمها لما يزيد على نصف قرن.. قضى عمره في ملاعب الحواري، لاعبًا وموجّهًا وملهمًا.. عاصر أجيالًا، ودعم مواهب، واحتضن براعم الكرة بحب الأب وحنان المعلّم.

كانت انطلاقته الأولى من نادي الوحدة الرياضي بمكة المكرمة، حيث بزغ شغفه بالرياضة. ثم انتقل إلى ملاعب الحواري، فأسّس فرقًا شعبية، ورعى مواهب شابة، وشارك في دوريات الحارات، مؤمنًا بأن كرة القدم أكثر من مجرد لعبة؛ إنها تربية وسلوك ورسالة.

كما لعب ضمن صفوف نادي البحر وادي المربخ، وكان من أوائل لاعبي فريق المريخ لكرة القدم بمكة المكرمة، حيث ترك بصمات لا تُنسى، وسيرة عطرة تروى في مجالس الرياضيين وأهل الحواري.

كان حسن حساني الصبياني لاعبًا مجتمعيًا بامتياز؛ لا يكتفي بلعب الكرة، بل يصنع الأثر، ويبث القيم، ويغرس الإيمان بأن الرياضة أخلاق قبل أن تكون نتائج.

رحل الجسد، لكن بقيت الذكرى.. رحل الصوت، لكن استقر الصدى في القلوب.. سيظل اسمه مضيئًا في سجل الرياضة الشعبية بمكة، وذاكرة الأحياء التي طالما احتضنها.

رحم الله الفقيد – حسن حساني الصبياني –، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدّمه من خير وبذل، في ميزان حسناته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى