مقالات

ماذا بعد B2 وتدمير معامل النووي الإيراني؟!

Listen to this article
لواء طيار ركن م/عبدالله غانم القحطاني
واضح من وسائل الإعلام أن غالبية مواطني العرب والمسلمين فخورين بموقف بلادنا السعودية المبدئي والرافض لعدوان إسرائيل على #إيران والمستنكر بشدة لهجوم أمريكا الأخير الذي ينتهك سيادتها.
وهذه المواقف ليست مستغربة من القيادة السعودية المتقدمة بحكمتها على كثير من دول العالم، فهي بالأدلة تتفوق دوماً بقراءاتها الدقيقة للأحداث المتعلقة بأمن المنطقة ومستقبلها، ومتجاوزةً بذلك إدارات أمريكا المتعاقبة وحكومات الدول الكبرى بإوروبا وكثيراً من دول المنطقة. هذه حقائق وليس إستنتاج. و
وليس هناك من العقلاء أحد يجهل أن منطقتنا مجروحة ومحطمة عبر عقود طويلة من الزمن، والذين آذوها وحطموها معروفين بالإسم والهوية والمكان، تتقدمهم إسرائيل وبريطانيا وفرنسا وإيران الشاة والثورة، وجمهوريات البعث العربي الإشتراكي وتوابعهم من هوامش الدول التي حكمتها تيارات إخوانية وشيعية ولائية ويسارية متخلفة.. وكل أولئك هم أساس وجود المنظمات الإرهابية ذات الجنسيات الدولية العابرة لحدود العالم. ولم أجد لأمريكا دور تأسيسي أو مباشر في كل ذلك، غير أنها تستجيب بأنانية لمصالحها بناءً على الفُرص التي يخلقها أمامها أغبياء ومجانين وسياسيين عنجهيين أو عقائديين في منطقتنا تسندهم حكومات عنصرية بأوروبا العجوز لإشغال المنطقة من داخلها!. والمؤلم أن المفعول بهم دوماً العرب.
ماذا بعد؟
اليوم أعلنت #أمريكا وإسرائيل تدمير مراكز المختبرات الذرية الإيرانية (معامل تخصيب اليورانيوم)، فهل أنتهت المشكلة وأُغلقت ملفات الأزمات والحروب والقصف بالمنطقة؟!. كلا… والسعي لإمتلاك السلاح النووي مرفوض، لكن هناك ماهو أعقد وأصعب، وهو عدم عقلنة سياسات #إسرائيل وإيران. وهو الإنهيار التام لكثير من الدول العربية فحلَّ بها الإرهاب والجوع والخوف.
نحن في اليوم التالي لتغيير واقع إيران العسكري والنووي بالقوة وقد يحدث ما هو أبعد، ولا تزال قضية فلسطين بدون حل، ودماء الفلسطينيين تنزف بسلاح إسرائيل وغدر بقايا عملاء محور المقاومة. ولبنان متعثر في نزع سلاح عدوه الأول حزب الله، وسوريا تعاني من الأعداء وبعض الأصدقاء، والعراق تختطفه شياطين الإرهاب الولائية، وليبيا ممزقة، واليمن مختطف وبلا دولة وطنية وبدون أفق إيجابي للحل، والسودان ينتحر في مشهد رهيب. وفي ظل كل ماسبق ينمو #الإرهاب وتتسع رقعة تأثيره بالمنطقة بدعم مباشر من بعض دولها.!.
والسؤال غداة هجوم قاذفات بي 2 ، هل تخصيب اليورانيوم هو المشكلة وتدمير معامله بإيران هو الحل، أم أن المشكلة هي السياسات الرعناء بالمنطقة المبنية على التضليل بالخرافات التاريخية اليهودية والشيعية، وفي عقول المتطرفين الجامحين الذين يديرون سياسات الخرافات تلك، ومعهم بلهاء من العرب. فأين الحل الممكن الذي يعالج المسببات؟.
لحسن حظ العرب، أن بقي لهم قادة عقلاء ومؤثرين بحكمتهم،ومقبولين على الساحات الدولية المهمة، #السعودية وحلفاءها المعتدلين المعروفين..
ومضحك نتائج مواقف دول محدودة التأثير لعبت طويلاً بغباء في ملاعب الجبابرة إيران وإسرائيل وأمريكا!. والمؤلم أن هؤلاء الجبابرة يعتبرون اللعب وظيفي!. بصدق وحسرة لا داعي للمزيد من الوساطات التي لا تتناسب وحجم المشاكل والقضايا. وفي الأحداث عبرة. حتى تركيا عضو الناتو مواقفها ذكية ومنطقية وعبرة للعقلاء..
عسى الله أن يغير حال #العرب التائهين إلى ما هو أفضل وأن يلهم بعضهم الرشد والبعد عن السباحة في مياه الخطر العميقة، فنتائج ذلك رأيناها ليلة البارحة بإيران وإسرائيل، والسيدة STRIKE MASTER ، أي أمريكا، لم تستشير أحد من الذين أعتقدوا أنهم قادرين على لعب دوراً سياسياً لم تلعبه أمريكا لنفسها بأدواتها الوطنية، أو أنهم بحجم قوة وخبث ومكر سياسات إيران وإسرائيل..
عسى أن تفعل، فلو توحدت جهود دول مجلس التعاون الخليجي فيما يخص التنمية الداخلية جماعياً، وتوحد موقفهم الخارجي سياسياً بلغة واحدة، لتغلبوا وتفوقوا وجاءت إليهم إيران وإسرائيل و #الإتحاد_الأوروبي بتواضع!. أعتقد ذلك لا أكثر.. والله المستعان.
المصدر: @Gen_Abdullah1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى