مقالات

من التقييد إلى التمكين

Listen to this article

أ. حنان الشريف

كنت أجوع، ولا أملك حتى ثمن الخبز…
أستحي أن أطلب، فأكلّم جارتي المقيمة، وأسلّمها زمام الثقة.
نفسي أزور صالون، لكن يُقال لي: “ممنوع!”
فأطلب من امرأة من طرف صديقة أمي -مقيمة أيضًا– أن تساعدني.
كنت محرومة من السوق، فكانت تأتينا بايعة الملابس والحلويات.
كنتُ مقيّدة حتى في نوع الماء الذي أشربه، بطريقة قديمة تجهل الإختيار .

كنتُ فقط أبحث عن “الثقة”…
فوجدت نفسي أُسلّم المقيمين والمقيمات نصف أعمالي، ونصف خطوات طموحي.
ما كنت أعلم أني في يوم سأقود سيارة، أو أتوظف في عملٍ ميداني.
وها هي زميلتي في القطاع العسكري،
وأخرى في الجوازات،
وأخرى في الطب، والإعلام، وفي كل مجال…

اليوم فهمت:
الحرية ليست في أن “تُترك لي حرية القرار فقط”
بل أن أقوم بكل أعمالي بنفسي،
ولا أتوكل إلا على الله وحده، لا شريك له.

كنا نعتمد على الغير حتى أحتلوا أماكننا،
زاحموا أفكارنا، كسروا مجاديف طموحنا…
واليوم، أراهم سبقونا، وتجاوزونا في كل الميادين.
وأنا؟
كنت كالتائهة…
كأنني “أطرش في زفّة”،
والكرة تمرّ من تحت قدمي، دون أن أعرف كيف أسجّل هدف!

لكن الآن…
فتحت بصيرتي قبل بصري.
إلى متى تبقى يداي مقيّدة، لا تجيد خياطة، ولا تسوّق؟
إلى متى أظلّ بلا أثر في وسط مجتمعي؟

اليوم،
سأدافع عن حقوقي.
سأحقق طموحي.
وسأكون – بإذن الله –
أميرة نفسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى