أ. علي عسيري
من المعروف أن أصحاب الدخول المحدودة هم الأكثر احتياجًا، وغالبيتهم مسجلون ضمن مستفيدي الضمان الاجتماعي.. ومن هذا الواقع، راودتني فكرة – بل أمنيّة – أضعها أمام معالي وزير الإعلام، لعلها تجد من الجهات المختصة آذانًا صاغية وقلوبًا واعية.
الفكرة باختصار:
أن تتاح الفرصة لمستفيدي الضمان الاجتماعي – ممّن ينشطون في الصحافة الإلكترونية أو في منصات التواصل الاجتماعي كالمؤثرين، البلوقر، البلوجر، واليوتيوبر – بالحصول على تصاريح إعلانية بأسعار رمزية. وذلك عند تقديم مشهد ضماني يُثبت أنهم من ذوي الدخل المحدود، فيكون لهم حق ممارسة النشاط الإعلاني وفق الأنظمة، ولكن دون أن تثقلهم الرسوم الباهظة المقررة حاليًا، والتي لا يقدر على دفعها إلا أصحاب الدخل العالي.
لماذا هذا الطرح؟
لأن كثيرًا من المبدعين والمبدعات من ذوي الدخل المحدود لا ينقصهم التميز ولا الطموح، لكن تعيقهم التكاليف والرسوم العالية.. بعضهم يكتفي بكلمة: (لنا الله)، رغم ما يملكه من أدوات النجاح. ومتى ما فُتح لهم هذا الباب، قد يغنيهم عن الضمان في المستقبل عبر العائد المالي من الإعلانات التجارية.
الفائدة المشتركة:
إذا نُفذت هذه المبادرة، فإنها تُمثل دعمًا مباشرًا لفئة تستحق، وتُسجل لوزارة الإعلام بوصفها جهة تتفاعل بذكاء مع متغيرات الإعلام الجديد وواقع الناس.. كما أنها تعزز فرص التحول من الاعتماد على الدعم الاجتماعي إلى الاعتماد على الذات، وهو ما تسعى له الدولة.
والصحف الإلكترونية كذلك…
كذلك نأمل النظر بعين العدل والرحمة إلى ملاك الصحف الإلكترونية المرخصة، الذين يتكبدون الجهد والوقت، دون أن يصلوا إلى عوائد تضمن لهم الاستمرارية.. خاصة إذا كان فريق العمل من ذوي الدخل المحدود. فهؤلاء يستحقون الأولوية في الدعم المالي من الوزارة، دعمًا للإعلام المحلي الحر، وتمكينًا لطاقاته.
خاتمة:
ليست هذه الفكرة وليدة اللحظة، بل هي أمنية قديمة وحق يُرتجى.. وأنا على يقين بأن وزارة الإعلام، التي عُرفت دائمًا بتفهمها ومرونتها، لن تتردد في دراسة هذا المقترح. وإن كنت أطرحه اليوم ككاتب صحفي، فإنني أطرحه أيضًا كأحد مستفيدي الضمان الاجتماعي، ممن يؤمنون أن في هذا الوطن من الخير ما يكفي الجميع، وفي قيادته الحكيمة نبضٌ لكل مواطن، لا يُنسى فيه صاحب حاجة، ولا يُهمَّش فيه مبدع بسبب ظرفه.
