شغفي وتخصصي قادني إلى اسرار العبير في الباحة

أحوال – الرياض – محمـد قرهم :
استطاعت الأستاذة : حنان الزهراني استثمار تحصيلها العلمي بتخصصها كيمياء في صناعة منتج وبراند وطني من شموخ وأعالي جبال السروات بالباحة حمل اسم « أسرار العبير » ، الذي استخلصته من اللبان الظفاري الذي شغل حيزًا كبيرًا في التاريخ العماني القديم وحملته السفن وقوافل اللبان لمختلف الحضارات القديمة ونقله إلى دول الخليج ليتم الاشتقاق منه منتجات مختلفة .
لم تقف حنان في طوابير الباحثين والباحثات عن عمل بعد أن أنهت دراستها الجامعية في تخصص الكيمياء ، بل استثمرت تخصصها في الكيمياء العطرية والأروماتية ومعرفتها بالقيمة الحيوية لمنتج اللبان من خلال دراستها لهذا المنتج في مشروع خاص لها أنشأته في منطقة الباحة ، وعرفت خواصه وأدركت القيمة الحقيقية لهذا المنتج في الاستخدامات الطبية والعناية بالبشرة والمستحضرات العطرية .
وتحدثت الأستاذة : حنان الزهراني لصحيفة ( أحوال ) الإلكترونية أثناء مشاركتها في فعالية ” بوصلة دلني … الباحة ” والذي نظمه بنك التنمية الاجتماعي وبإشراف عام من امارة منطقة الباحة عن مشروعها الريادي، قائلة : أسرار العبير للمنتجات الطبيعية هو مشروعي وحلمي الأزلي أثناء دراستي الجامعية بتكوينه وإنشائه هنا في مسقط راسي منطقة الباحة ليرسم مسار شغفي ومولد مدخل رزق لي باختيار اللبان الحوجري العماني الظفاري واستخلاصه لمنتجات اللبان الحوجري الطبيعية للعناية بالبشرة والشعر وعلاج المشاكل الخاصة بالبشرة والمواد العطرية ، وجاء اسم « أسرار العبير » تأصيلاً جغرافياً لمنطقة الباحة وأسرار عبيرها الفواح وقيمتها الجمالية الكونية التي حباها الله أسراراً عجيبه وعبيراً فواحاً منها ، ونسبة ايضاً لاحتواء المنتجات على اللبان الحوجري الظفاري ونسبة إلى شجرة اللبان وأسرارها العجيبة وعبيرها المعتق والمعروف .
* فكرة المشروع وتطوره :
وحول فكرة المشروع وتطوره قالت: إن الفكرة أتت بعد إتمامي لدراستي الجامعية للحصول على شهادة البكالوريوس تخصص كيمياء ، حيث بدأت مشروعي مثل أي مشروع بسيط من البداية بمبلغ بسيط وذلك بأني تدينت مبلغ ( ١٠٠٠ ) ريال لاجل أحقق حلمي البسيط كفتاة من مجتمع ريفي يحلم يكون براندها عالمياً يعبر عن اسرار عبير البيئة الريفية ، حيث دخلت بهذا المبلغ دورة تدريبية معتمدة و كذلك أدخل المجال وأنا فاهمة كل التفاصيل الخاصة بالمشروع ، كانت دورة شاملة للبخور والعطور والصابون والشموع والكريمات ، بعدها اشتريت الحقيبة التدريبية الخاصة بها من مواد عطرية وغيرها من الادوات ، وكانت ذلك الحين بغرض التجربة والتسلية والبدء في تحقيق الشغف ، وعملت بعدها في انتاج بعض المنتجات واقوم بإهدائها لاهلي وتجربتهم لروائحها قبل اعتمادها ، وكانت بداية الانتشار ولله الحمد ، حيث أنه كان أي شخص يشم رائحتها عندهم يطلب مني اعمل له مثل المنتج الذي أعجبه ، وبدأت بهذا الشكل حيث كانت منتجاتي في البدايه بسيطة جداً من حيث الباكجنق والاخراج النهائي ولكن الجودة كانت مميزة بفضل الله ثم رأي العملاء حتى جمعت لي رأس المال بسيط وتوسعت أكثر بفضل من الله عز وجل .
* مولد المشروع :
بدات أحلامي وأفكاري تربو وتكبر وتزداد ثقتي بنفسي ومنتجاتي حيث قررت البدء في مشروعي الخاص مع أقاربي لفترة تجارب واخذ الانطباع عن المنتجات ، ومنها انتشرت نوعاً ما ، وفجأة أتت ازمة كورونا العالمية ، واجهتني صعوبات كثيره من ناحية الشحن والوصول للعملاء ولكن خلال هذه الفتره حاولت اطور نفسي أكثر فأكثر واسترسل في البحث والتنقيب عن كل ما هو جديد في عالم مشروعي الحالم في آفاق فكري وذهني وتخيلاتي الوردية الشاملة لأحلامي ولا استسلم ، حيث بدأت بعمل متجر الكتروني خاص بالمنتجات واعمل عليه بنفسي بكامل تفاصيله من التصميم الى تصوير المنتجات إلى ترتيبها وعرضها في المتجر والانستقرام ووسائل التواصل الاجتماعي ، وكذلك اخذت دورات تدريبية وورش عمل اونلاين في مجال المنتجات واستفدت منها كثير ولله الحمد ، وكنت هذه الفترة ادخل دورات عديدة في مجال تخصص مشروعي وبأسعار مناسبة جداً ، اخذت في مجال الحاسب الآلي وتعليم اللغة الانجليزية والتسويق والسكرتارية ولغة الجسد وغيرها من دورات تطوير الذات والثقة والتسويق والمشاريع و حصلت على دبلوم معتمد من جامعة هانوفر الالمانية في صناعة العطور حتى اصبحت متقنة اكثر في نواحي متعددة ولله الحمد ، وطورت الشكل النهائي للبكج لمنتجاتي من تغليف وعلب واستكرات خاصة وجاذبة لمنتجات متجري ، محاولة في الوقت نفسه تطوير علب العطور أكثر وأكثر وبأشكال حديثة في السوق ، وبين فترة وأخرى كنت اقوم بعمل منتج جديد محاولةً أن اعمل له تسويق مختلف عما قبله من المنتجات .
* سر الاختيار والانتشار :
وحول اختيارها لمادة اللبان ليكون أساس مشروعها التجاري قالت الزهراني إنه في
فترة دراستها الجامعية كان من متطلبات البحث العلمي هو استخلاص مادة مضادة للبكتيريا وتكون طبيعية فأول ما خطر في بالي هو اللبان الحوجري فقمت بعمل دراسة علمية واستخلاص زيت اللبان المقطر وكذلك استخدمت عسل اللبان الصافي ، وقمت بعمل البحث ونجحت في القضاء على ١٠٠٪ من البكتيريا الضارة التي تم دراستها. أي أن اللبان الحوجري كان بمثابة دواء مضاد للبكتيريا . وبعدها تعرفت على فوائد اللبان المهمة في الجانب الطبي ، مثل علاج الربو عن طريق شرب اللبان المنقوع في الماء ، كذلك علاج مشاكل الأمعاء الدقيقة والغليظة ، وجرثومة المعدة ، وأيضا سرطان البروستاتا ، حيث إن اللبان أثبت فعاليته مع هذه الأمراض بناء على دراسات وأبحاث مطورة في أنحاء العالم .
ومن ثم بدأت أبحاثي على معرفة مفعول اللبان على البشرة والشعر ، حيث أثبت حمض اللبان (البوزيلك) فعاليته في علاج تجاعيد الوجه (بديل طبيعي للكولاجين) وعلاج التهيجات والحساسية (بديل طبيعي للكورتيزون) وعلاج التصبغات والكلف (مضاد أكسدي طبيعي) ومحاربة حب الشباب (مضاد بكتيري طبيعي). وبالإضافة إلى كل هذه الفوائد ، فكوني امرأة من مجتمع وبيئة طبيعية معتدلة المناخ ومتعددة التضاريس وأجواء جميلة أصبح لدي ميزة تنافسية عالية القيمة والجودة والتجربة والحصول على اللبان الحوجري الصافي وعالي الجودة من أشجار اللبان في سلطنة عمان الشقيقة واستيراده من تجار وأشخاص ثقات .
* مشروعي في منزلي :
وأكدت صاحبة مشروع أسرار العبير أن صناعة منتجات المشروع تتم حاليًا في معمل صغير في منزلي الخاص ، حيث يتم التحكم في وقت وكمية التصنيع حسب الموسم وحاجة السوق والطلبات .
وأوضحت: إن كل منتج من منتجات أسرار العبير له تركيبة خاصة ومميزة لا يمكن مقارنتها بما يتواجد في السوق ؛ لأن جميع التركيبات تم تصميمها خصيصًا ، بناءً على دراساتي الشخصية وهي مصنوعة من مختلف مشتقات اللبان مثل: الزيت المقطر ، والمعصور ، والصمغ ، والعسل ، وغيرها من المشتقات الخاصة باللبان الحوجري ، وهذا الذي جعلني البراند الوحيد في منطقة الباحة الذي يعنى ويهتم ويحترف استخدام جميع مشتقات اللبان ومعرفة الطريقة الصحيحة لدمجها مع المواد الطبيعية الأخرى والوصول إلى الفعالية والنتيجة المناسبة .
وأضافت: إن منتجات أسرار العبير تنقسم إلى مجموعات وكل فئة مهتمة بنوع بشرة معينة أو حالة علاجية معينة ، مثل: مجموعة اللبان الخالص للتجاعيد والمسامات ، ومجموعة اللبان الأخضر للحساسية والأكزيما ومجموعة اللبان بالفحم لحب الشباب ومجموعة اللبان بالكركم للتصبغات والكلف ومجموعة اللبان بالنيلة للتفتيح وتوحيد اللون ومجموعة اللبان بالقهوة للمفاصل والجلد الميت ومجموعة اللبان بالصندل للنضارة والصفاء ومجموعة اللبان باللافندر المنتشر في الباحة ، وعملت على فئتين أساسيتين ؛ وهي العلاجية والتجميلية ، فالمنتجات العلاجية مثل : الصابونات والمرطبات الثقيلة لعلاج البشرة والماسكات لعلاج البشرة والشعر والشامبو لعلاج الفروة والشعر ومزيل العرق والكريمات المائية لعلاج البشرة والجسم ، وأما المنتجات التجميلية فهي : السيرومات الزيتية والهلامية لجمال البشرة والشعر القابضة ولتنظيف المسامات ومرطبات الشفاه للترطيب العميق ، والسنفرات لتنظيف الجسم والوجه .
* تسوق معنا :
أسرار العبير يتم بيع منتجاتها عبر التسوق الإلكتروني، حيث إن تطور الاستخدام التقني ووسائل التواصل الاجتماعي وإدراك لأهمية التسويق الرقمي، فكان لابد من مواكبة آخر التطورات للوصول إلى الزبائن المستهدفين وتسهيل سبل الاختيار والشراء لكل زبون بسرية كاملة واستشارات فردية .
كما تم توفير منتجاتها في بسطة بسيطة ( كشك ) مستأجر في السوق الشعبي بسوق البلد بالباحة وبسبب عوامل الطقس من غزارة الأمطار والضباب وعدم تهيئة الكوشك بطريقة حديثة جعل من تسويق المنتجات عكالاً مرهقاً لي مما جعلني اشارك في بعض الفعاليات الصيفية في الباحة للتسويق لمنتجاتي وانتشارها .
أو عبر رابط المتجر الإلكتروني:
https://secrets2021.com/
* تحديات وعقبات :
وحول التحديات التي تواجهها في هذا المشروع الريادي قالت حنان الزهراني عن المعوقات والصعوبات التي تواجهني يا استاذ : محمد : إنه مع زيادة الطلب على منتجات أسرار العبير ، كان يتوجب زيادة الإنتاج وبالتالي الزيادة في شراء المواد الخام والمعدات المناسبة لتسهيل عملية الإنتاج والوصول اليها وطلبها وشحنها إلى منطقة الباحة ياخذ وقتاً طويلاً وايضاً مساحة المعمل الخاص بي في منزلي صغيرة جداً ، لم تكن كافية لهذه الزيادة لمثل هذه الادوات والطلبات ، ناهيك عن المبالغ المالية والميزانية المخصصة لشراء هذه المعدات والادوات الباهضة الثمن وصعوبة استئجار معملاً خاص بي نظراً لظروفي المالية الخاصة وغلاء استئجار المحلات والمعامل الخاصة بمثل هذه المشاريع .
نظرة مشرقة ومستقبل باهر :
وحول تطلعاتها المستقبلية قالت : نحن نعيش في رؤية المملكة 2030 طموح وهمة للوصول للقمة مثلما راهن سمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان ، وما يجده أبناء منطقة الباحة من أميرها الدكتور حسام بن سعود أنني أطمح إلى أن يكون براندي الخاص بي علامة تجارية سعودية عالمية معروفة وموثوقة على مستوى علمي وتجميلي قوي ، وكذلك تصميم وتطوير موقع إلكتروني خاص بمشروعي وكذلك إقامة معمل خاص متطور في منطقة الباحة لتصنيع وتطوير منتجات اللبان وأن يكون تدشينه برعاية كريمة من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود امير منطقة الباحة .
كل الشكر والتقدير والاحترام للاعلامي القدير محمد قرهم ، لفته جميله منه اهتمامه ودعمه للمشاريع المبتدئه في مدينة الباحة والتعريف بها على افضل وجه و المساعده على ظهورها بشكل يليق بأصحابها وبمدينتنا المميزة ، وليس بغريب على الاستاذ محمد هذا النوع من العطاء و الرقي بالكلمة وايصال المعلومة بأجمل اسلوب ،، تقبلوا شكري وتحياتي … حنان الزهراني صاحبة براند أسرار العبير