الباحث الأمني اللواء م. طلال محمد ملائكة
من طرق علاج القلق والتوتر ممارسة الاسترخاء والتأمل، فـالاسترخاء هو عملية تهدف إلى تخفيف التوتر والضغط النفسي والجسدي حتى يصل الإنسان إلى حالة من الهدوء والسكينة.
أما التأمل فهو ممارسة ذهنية تهدف إلى زيادة الوعي والتركيز، وغالبًا ما تتضمن استخدام تقنيات محددة تساعد على تهدئة العقل وتنظيم التنفس.
ويمكن الجمع بين العمليتين في وقت واحد لتحقيق نتائج أفضل.
وهنا بعض النصائح التي أنصحكم بتجربتها، ويمكنكم اختيار ما يناسبكم منها أو الدمج بينها لتحقيق أكبر فائدة للوصول إلى الاسترخاء الذهني والنفسي:
- التنفس العميق:
اجلس في مكان هادئ، سواء في منزلك أو في موقع خارجي يخلو من التلوث البصري والسمعي، وتنفس بعمق من الأنف، ثم أخرج الهواء ببطء من الفم. كرر ذلك عدة مرات في “خلوة مع النفس”. - الاسترخاء العضلي التدريجي:
ابدأ من أصابع القدمين، شدّ العضلات ثم أرخها تدريجيًا، وواصل العملية حتى كامل الجسد. - التأمل الموجّه:
استخدم تطبيقات أو مقاطع فيديو تساعدك في الدخول في تجربة تأمل بإرشاد متخصصين. - اليوغا:
رياضة تجمع بين الحركة والتنفس، تسهم في تخفيف التوتر وزيادة الشعور بالسلام الداخلي. - المشي في الطبيعة:
اختر أماكن هادئة بعيدة عن الضوضاء البصرية والسمعية، مثل الشواطئ في فترات الهدوء، فالمشي في الطبيعة له أثر مهدئ عميق. - الحمّام الدافئ:
يساعد على تخفيف التوتر العضلي ويمنح الجسد راحة وهدوءًا نفسيًا. - التدليك (المساج):
يساهم في إزالة الشد العضلي والتوتر، مما يعزز الشعور بالاسترخاء العام. - الاستماع إلى الموسيقى:
اختر أنغامًا هادئة أو أصوات الطبيعة لترافق جلسات التأمل أو الاسترخاء. - الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم:
استمع إلى القراء ذوي الأصوات الرخيمة الذين يوظفون المقامات الصوتية بدلالات الآيات دون مبالغة في الحزن أو التباكي.
فالمقام الحزين (كالصبا) إذا استُمع إليه بكثرة قد يورث الحزن، والقرآن مليء بآيات الأمل والتفاؤل والبشرى. - القراءة:
اختر كتابًا أو مقالًا يمنحك فسحة ذهنية من ضغوط الحياة. - التلوين والرسم:
نشاط بسيط يساعد على تهدئة الأعصاب وإشغال الذهن بطريقة إيجابية. - ممارسة الهوايات اليدوية:
مارس هواية تحبها لتكون متنفسًا نفسيًا بسيطًا بعيدًا عن الضغوط. - الرياضة البدنية:
مارس نوعًا من الرياضات المحببة مثل السباحة أو الألعاب الجماعية، واجعلها مصدر متعة وابتسامة، بعيدًا عن أي عنف بدني أو نفسي.
يمكنك تجربة هذه التقنيات لاكتشاف ما يناسبك أكثر، فكل شخص يختلف في استجابته.
وتذكّر أن الوصول إلى نفسية متوازنة مفعمة بالحيوية والسعادة يحتاج إلى تدرّج زمني وصبر ومثابرة.
ما أتمناه حقًا أن أكون قد وُفِّقت فيما سطَّرته عبر أربعة مواضيع متتابعة، وأسهمت – ولو بقدر يسير – في إثراء معارف متابعِي وكل من أطلّ على ما كتبت ببصرٍ وبصيرة.
ولعلّي حرّكت الفكر وأشعلت شعلة التأمل في سبر أغوار كل عبارة، تدبرًا واستبصارًا، واستجلاءً لما خفي من معانٍ تُوقظ الوعي، في زمنٍ تتزاحم فيه الرسائل والمضامين المصنوعة في مطابخ الفكر الغربي، والموجّهة للنيل من الإسلام والمسلمين وتشويه صفاء رسالتهم.
حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين أرضًا وشعبًا، في ظل قيادةٍ حكيمةٍ راسخة، تسير بوطننا نحو العزّ والتمكين والريادة بين الأمم.
