مقالات

إلى خطيب الجمعة في الجامع الأموي الكبير

Listen to this article

أ. عبدالمجيد موفق الزهراء الدمشقي

أخبرني أخي وصديقي العزيز فضيلة الشيخ مجد أحمد مكي (الحلبي)، الأمين العام لرابطة العلماء السوريين، أنه في طريقه إلى دمشق ليلقي خطبة الجمعة في الجامع الأموي الكبير.
فوجدتني أكتب إليه على غير قصد، تدفعني المشاعر قبل الحروف، رغم يقيني أن مثلي لا يُذكّر مثلَه، غير أن التناصح من تمام الأخوة، والله المستعان وعليه الاتكال.

قلت له:
حياكم الله يا فضيلة الشيخ مجد، وهنيئًا لكم هذا الشرف والمجد، واسمح لي أن أشارككم ببعض الخواطر التي أرجو أن تكون تذكرة صادقة.

أولاً: أن العمل على نصرة الدولة وتمكينها في وجه التحديات هو من أنواع العبادة، فحماية الأوطان وصون أمنها من أعظم القربات.

ثانيًا: على كل مواطنٍ مخلصٍ أن يكون رجل أمنٍ في موقعه، نافعًا لأهله ووطنه ومجتمعه، عاملًا من أجل الاستقرار والسلام.

ثالثًا: لا بد من التذكير بضرورة الحفاظ على منجزات الوطن التي رُويت بدماء طاهرة لشهداء أبرار، قدموا أرواحهم فداءً للوطن؛ نسأل الله لهم الرحمة والقبول.

رابعًا: من على منبر الجامع الأموي، تلوح في الذاكرة صور شيوخ دمشق العظام: بدر الدين الحسني، وجمال الدين القاسمي، وصالح الفرفور، وعبد الرزاق الحلبي، ومحمد الهاشمي، وحسن حبنكة، وعبد الكريم الرفاعي، وغيرهم ممن أضاءوا تاريخ الشام بعلمهم وزهدهم.

خامسًا: وأتذكر هنا الشيخ علي الطنطاوي، فقيه الأدباء وأديب الفقهاء، ابن دمشق وقاضيها، الذي حُرم من مدينته أكثر من خمسين عامًا، وظل قلبه معلّقًا بها. جالسته طويلًا في مكة وجدة، وكان ذا فكرٍ ثري وروحٍ دمشقيةٍ لا تخبو.. كتب عن مدينته في “دمشق: صور من جمالها وعبر من نضالها” و”الجامع الأموي”، ثم ودّع الدنيا في مكة المكرمة، التي كانت سلوته وغربته.
اللهم بلّغ روحه السلام من هذا المقام، وارحم ابنته بنان التي اغتيلت ظلمًا على يد الطغاة.

سادسًا: احفظوا وحدتكم، وادعوا لولاة أمركم بالعون والتوفيق، وانشروا العدل والمحبة والرحمة والتعاون في ربوع الشام الحبيبة، فبذلك تحيا الأمم وتُصان الأوطان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى