منطقة الباحة منطقة زراعية إنتاجية في الدرجة الأولى، ويوم كانت الأمطار تهطل فيها لمدة شهر أو شهرين في موسمها (في العقود السابقة) كانت المنطقة مصدر تأمين الغذاء للأهالي وتصديرها إلى المدن المجاورة عبر قوافل الجِمال إلى تربة ثم إلى الطائف ومكة وجده وكبار السن يذكرون ذلك جيدا.
واليوم باستطاعة المنطقة استعادة دورها التنموي الغذائي عبر مشاريع زراعية واسعة في الأودية وسفوح الجبال، ولعل مدينة البن في معشوقة نواة تلك المشاريع العملاقة.
ولما كانت الزراعة تعتمد على المياه ونظر لقلة الأمطار فإنه يمكن تعويض ذلك بإنشاء المزيد من السدود في كل المنطقة واستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتأمين الطاقة اللازمة للاستفادة من مياهها. إن إنشاء شبكات الري بالتنقيط في الجبال سيوفر غطاء نباتيا شاملا تعيش عليه أشجار الزيتون والنباتات العطرية. وكذلك أشجار اللوز والخوخ والرمان وستنتشر في المدرجات الزراعية القديمة. ماذا سيكلف إنشاء سد في كل قرية وخزان ماء في قمة أحد الجبال، ومد شبكة ري بالتنقيط على سفوح الجبال؟ يبدو التنظير سهلا لكن التحدي في التطبيق. أتمنى أن نرى منطقتنا خضراء ويعود لها مجد الأمن الغذائي المحلي.
