من راقب الناس مات همًّا

ب 🖌 أ – غميص الظهيري
مقولة الشاعر سلم بن عمرو الخاسر* “من راقب الناس مات همًّا وفاز باللذة الجسور”، الخالدة التي نثرها في إحدى قصائده والتي سمعناها ونحن اطفال وكبرنا معها و لاتزال تقال في وقتها فهذه العبارة تحذر من مراقبة الناس بأثرها المؤلم وهو الهم الذي يلحق بمن راقب الناس فكيف السبيل من التخلص من داء المراقبة ؟
فمما نشاهده أمام أعيننا، هناك من الناس رزقه الله مالاً كثيراً، ومنهم من رزقه الله أولاداً صالحين، ومنهم من رزقه الله زوجةً صالحةً، ومنهم من جعله الله من الاشقياء، ومنهم من رزقه الله أولاداً غير صالحين تراهم متسكعين في الشوارع شغلهم أذية الناس.
ما هو الحل وكيف نتخلص من مراقبة الناس ونحن نسرح ونمرح بينهم؟
هذه العبارة جميلة لكن الواقع يفرض علينا مراقبة كلما يدور حولنا حتى لو غطينا أعيننا ..
لابد من مراقبة من حولنا، و أنا أعرف مدلول العبارة وغيري يعرف لكن ما يقع أمام أعيننا لايعني مراقبة الناس بالحسد والبغضاء وتمني زوال النعمة عن الآخرين فالأرزاق مقسمة من عند الله سبحانه،
فالله يهب لمن يشاء الرزق ويقدر، ويهب لمن يشاء الفقر، و يرزق من يشاء الصحة وينزل على من يشاء المرض، يهب لمن يشاء الحكمة ويصيب من يشاء بالجهل والحقد والكراهية، شغله يتمنى زوال البشر حتى يصبح له الكون خالياً من البشرية ليصفى له الجو..
أتوقع أن الحاسد لو أُعطيَ مفاتيح خزائن الدنيا لتمنى مفاتيح خزائن الأخرة..
فهذه المقولة أو العبارة صعب تطبيقها في هذا الزمن..
فالأشياء والأحداث التي تدور من حولنا تجعلنا نراقب ونتابع فأنا غير مقتنع بهذه العبارة والبعض قد يقول يارجل أقنع بما أتاك الله ودع الخلق للخالق،
نعم صحيح أنا مقتنع أن مقسم الأرزاق هو الله لكن من المستحيل نعيش في مجتمع ملئ بالأحداث و نغض ابصارنا..
* الشاعر العباسي سلم بن عمر بن حماد الخاسر أحد موالي الخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه.