أفضل حل .. للتصالح

غميص الظهيري
المصلحون أَو من نسميهم بلهجتنا (الذرعية) وما أدراكم ما الذرعية .. وضعوا تحت هذا الاسم أو المصطلح أكثر من خط!
هذا الاسم جميل إذا وجد مصلحين بمعنى هذا الاسم، لكن حسب متابعتي وجدت أن المشاكل والخصومات إن لم تزد لم تنقص تحت هذا الاسم.
لأن الشيطان أغلب الأوقات تجده مرافقاً مع أحد هؤلاء المصلحين، ينزغ بكلمة تؤجج الموضوع وتوسع فجوة التنافر بدل التقارب، ولي تجارب في مثل هذه المواقف.
وحدثت معي شخصياً، فقد كنا في مجلس على وشك الصلح، وتدخل أحد المصلحين بكلمة فرقت المجلس.
لا يمكن أن تجد المصلحين على قلبٍ واحد، سوًاء بقصد أو بغير قصد
لذلك أنا أفضل إذا حصل بين اثنين خلاف ألا يتدخل بينهما أحد، أحدهما يليّن جانبه، ويذهب إلى خصمه، وبالتفاهم والود يحلون ما شجر بينهما.
وإن وصل بهم الأمر إلى القضاء، فليس عيباً، ومن له الحق يأخذه بوجه الشرع، المهم لا تحصل قطيعة.
أسألوا من جرب هذه الطريقة، كان لي خصم ويوم الموعد لم يكن معه سيارة، فكنت أمر عليه آخذه في سيارتي، ونذهب لحضور الجلسات، في بداية الأمر تكلم علي وقال: فكني من شرك.. وقلت له لا يمكن تذهب المشوار وأنا عندك، لكن الذي له حق يأخذه بوجه الشرع، صدقوني جلسه فجلستان .. وبعدهما تسامحنا، وقضي الأمر.
وأسرد لكم قصة أخرى.. أعرف اشخاصاً كانوا متقاطعين منذ أكثر من أربعين سنة، وأظن انه لم يبق من أهل الخير وأهل العرف والإصلاح إلا وتدخلوا بينهم. لكن بدون نتيجة، وعندما تعوذ أحد الطرفين من الشيطان ، أخذ قرابته وذهبوا إلى عند باب خصيمهم، وقالوا وصلنا الباب إذا لنا ترحيب دخلنا وإلا رجعنا، الرجل عندما وقف الرجال عند بابه رحب بهم، وتسامحوا وتصالحوا وقضي الأمر
وهكذا فإن لين الجانب ضروري في إنهاء الخلاف، والشيطان ضعيف إذا وجد من يتعوذ منه، والغضب من الشيطان، فلماذا نستجيب لعدونا ونحن بكامل عقولنا؟ .. وأهل العرف والحكم يقولون: العاقل خصيم نفسه. ما يفتح مجال حتى يجي من يحكم عليه
فنصيحة، حلوا مشاكلكم بدون أن تدخلوا أحداً بينكم؟.. فالموضوع أسهل مما تتوقعون، لا تجعلوا شياطين الإنس يدخلون بينكم.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجيرنا وإياكم من نزغات الشيطان وأن يبعد عنا وعنكم الخصام والقطيعة وأن يجعلنا متحابين لله وفي الله
وأخيرا استدرك فأقول: أنا لا أعمم على جميع المصلحين .. فأهل الخير كثر، لكنني اتكلم من واقع تجربة عشتها.. وأنا متأكد أن الجميع مر بهذه التجربة.