مقالات

معتقلاتنا النفسية

Listen to this article

ابوعبدالرحمن الجعيدي

لماذا نفر من بعض المجالس؟، ولماذا يهرب أبناؤنا من صالات التجمع العائلي؟ لماذا يجد الواحد منا نفسه مع الأغراب، بينما يتعب نفسيا مع الأقارب؟
المجالس والاجتماعات التي يفر منها الناس هي تلك التي يكثر فيها النقد، ويكثر فيها الهياط والتعالي على الموجودين، هي تلك المجالس التي لا وجود لك إلا بالتجمّال والخداع الكاذب، أما إذا كنت على طبيعتك وعلى سجيتك، فلن تجد أي تقدير مهما يكن عندك من خبرات أو معارف.
وكذلك داخل اجتماعات الأسرة الواحدة، فالأب والأم كثيرو النقد والتنقص من أبنائهم، والمقارنين لهم بفلان وعلان من بقية الأقارب، هم أشبه بالمسؤولين عن المعتقلات، لذلك سيفر منهم أبناؤهم إلى العزلة والشات، وإلى مجتمعات تشعرهم بالاهتمام والاحترام، حتى وإن كانت فاسدة.
فقائد الأسرة المثالي يقلل من النقد، وينوع في أساليب النصح، ليكون نفسا خفيفة محبوبة كما قال راكان:
ياماحلا الفنجال مع سيحة البال..
في مجلسٍ مافيه نفسٍ ثقيلة.
المجالس آلتي أشبه بالمعتقل، مسلطة الانوار ثقيلة على الشخص لا يحبها، لذلك جلسة في ديوانية ولو على رصيف في كوفي أفضل من بعض المجالس، التي يخرج منها الشخص مريضًا معلولا سقيما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى