كما نعلم أن التُراث الشعبي ثروةٌ كبيرة ومهمةٌ لدينا، ولابُد لنا من الحفاظ عليه لأنه الأصل، وعلينا أن نتمسك بأصولنا .
فمهما بلغت حاجة الإنسان للماء والغذاء في هذه الحياة، وأنه دونهما سيذبل ويموت، إلا إننا بحاجة أيضًا إلي التراث الذي يُذكرنا بحياة أجدادنا وآبائنا الماضي هو نقطة الوصل للحاضر.
كم هو رائع أن أُبحر على شاطئ بل بحور زاخرة بعظيم التُراث والموروث بشتى نواحيه وتفاصيله.
ولأن الأسلاف قد تركوا لنا الكثير من التراث، الذي يحقُ لنا أن نفخر به ونُحافظ عليه ونُطوره، ليبقى ذخراً لنا في هذا الوطن الغالي وللأجيال القادمة التي تنتظرُ منا أن نُريهم كل ما تختزنه مملكتنا من آثار وحصون وقطع أثرية.
الفن أسمٌ جامع لأعمال مختلفة من الإبداعات التي منحها الله للمخلوق وتحت هذا المُسمى (الفن) يأتي الرسم بالمدارس والغناء والشعر والكتابة وغيرها من الفنون الإنسانية، التي تحملُ في ثناياها ما يُمتع ويُبهج المُتلقي مُشاهداً للفن المرئي أو مُستمعاً للآخر المسموع –
وعندما نأتي لواحدٍ من أجمل وأمتع هذه الفنون وهو (فن القط العسيري) والذي أن سمحوا لي المُتخصصات في هذا المجال أن أُسميه ضرباً أو نوعاً من أنواع الرسم الذي من أهم صفاته وسماته (الصبر والدقة)
وأي فن تكون هذه سماته فإنه فن مميز، لما سيُضيف لعاشقه من صفات وميزات في هذين العنصرين .. فن القَط العسيري ” كلمة في معاجم اللغة العربية تعني خط أو نحت أو قطع” وهو عمل بديع ورموز ذات دلالات وخطوط تحملُ كثيراً من المعاني التي يعلمها أهلُها، وتعلمها المتخصصات والضالعات في هذا الأبداع.
هذا الفن الجميل الذي (صُنع في عسير) خلق ميزة نسبية للمنطقة، تنافس بها مناطق المملكة نحو الإبداع، بل أكاد أقول إنه صعد بنا أو صعدنا به إلى العالمية، وأصبح مُدرجا في قائمة (منظمة اليونسكو) هذا حديث من يجهله فكيف أن تحدث عنه من يعلمه.
ليس بالكلام وإنما عندما يتحدثن بريشتهن التي تجول في أنحاء لوحاتهن والتي نراها بكل تميز وجمال
–
ولكي نُحافظ عليه يجب علينا أن نجعل أبنائنا يستوعبون مسيرة الآباء والأجداد، وأنهم يستطيعون بناء حاضرنا على أصول ماضينا.