مهندس/ هالة الانصاري
لم تعد كلمات المرور هي الوسيلة الأفضل لحماية حساباتنا الإلكترونية فقد توصل المخترقون الى أدوات متقدمة تستطيع كسرها او تخمينها مما جعل من الممكن اختراق حسابات المستخدمين بغض النظر عن مدى قوة كلمة المرور، ناهيك عن أزمة نسيان كلمات المرور التي يعاني منها معظم المستخدمين في ظل وجود العشرات من المواقع والخدمات التي قاموا بالتسجيل بها ولكل منها كلمة مرور منفردة.
تبعا لذلك فقد طرحت العديد من المواقع أبرزها منصات التواصل الاجتماعي ميزة التوثيق الثنائي والتي ساعدت بشكل كبير في خفض نسب عمليات الاختراق، فعندما يريد المستخدم تسجيل الدخول لأحد حساباته فإن الموقع سيطلب منه بعد ادخال كلمة المرور ان يقوم بإدخال رمز مؤقت يستلمه عبر الرسائل النصية على هاتفه أو عبر البريد الالكتروني ويكون ذلك عامل توثيق إضافي للتحقق من أن هذا المستخدم هو فعلا صاحب الحساب.
مؤخرا اتفقت الشركات التقنية الكبرى: Google و Apple و Microsoft باعتمادهم معيار موحد للتوثيق يسمى FIDO حيث سيقومون بتطبيق خاصية للتحقق من هوية المستخدم أكثر صلابة وسرعة وأمانا وذلك بعيدا عن كلمات المرور، حيث يسمح للمستخدم بتسجيل الدخول على احد التطبيقات من على جهازه الحاسوب بواسطة الغاء قفل هاتفه الذكي، يتم ذلك من خلال مشاركة مفتاح مرور بين الهاتف والحاسوب حيث سيحمل كل هاتف ذكي مفتاح مرور فريد تستطيع الأجهزة المجاورة التعرف عليه عند عملية تسجيل الدخول.
امتثالا لمقولة “ما هو آمن اليوم قد لا يكون آمنا غدا” فإنه علينا مواكبة مستجدات التقنية واتخاذ إجراءات الأمان اللازمة التي تحقق لنا حماية أنفسنا وبياناتنا في العالم الرقمي، ومن يتخلف عن ذلك فإنه سيصبح فريسة سهلة للعصابات الالكترونية.
