مقالات

رحل قيس وبقي الأثر

Listen to this article

أ. علي الزهراني

عاش قيس بن الملوح العامري حياته محباً وعاشقاً ليلى العامرية وكتب فيها أجمل القصائد التي يرددها العشاق وأصحاب المجالس في جلساتهم الطربية، ولا يكاد يخلو مجلس أدبي أو نقاش ثقافي دون أن يستشهد ببيت شعر لقيس الذي أفنى عمره في حب ليلى ولكنه حرم منها وتزوجت بغيره وابتعدت عنه.
ولما سمع بمرضها وهي في الغربة عنه (يقولون ليلى في العراق مريضة. ألا ليتني كنت الطبيب المداويا).
ومن عجائب هذا العاشق المتيم أنه كان ذاهباً لموعد مع ليلى فمر بقوم يصلون فلم يسلم عليهم ولم يصل معهم، فاستغربوا منه ذلك.

ولما عاد في طريقه نادوه وقالوا له: لماذا لم تسلم علينا ولم تصل معنا؟ قال لهم:

والله ما رأيتكم، ولكن كيف رأيتموني؟ والله لو كنتم تحبون الله مثلما أحب ليلى لما رأيتموني.
وقد قال في ليلى أشعاراً خالدةً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
من شعره قال:
ولما تقابلنا على سفح رامة
وجدت بنان العامرية أحمرا
فقلت: هل خضبت الكف بعد فراقنا؟
فقالت: معاذ الله، ذلك ما جرى
ولكنني عندما رأيتك راحلاً
بكيت بدمع قد بللت به الثرى
مسحت بأطراف البنان مدامعي
فصارت خضاباً للأكف كما ترى
وقال في وصف وضعه معها وما يعانون من الضغوط القبلية:
ألا يا عباد الله قوموا لتسمعوا
قضية معشوقين يختصمان
وأمشي وأمشي في البلاد كأننا
أسيران للأعداء مرتهنان
وفي كل عام يستجدان مرةً
عتاباً وهجراً ثم يصطلحان
أصلي فأبكي في الصلاة لذكرها
لي الويل مما يكتب الملكان
وله أيضاً بعد الحرمان منها يقول:
إلى الله أشكو بعد ليلى كما أشتكى
إلى الله بعد الوالدين يتيم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جميل أستاذ علي بارك الله فيك شكلك لازال قلبك اخضر
    اعتقد أننا فاتنا قطار الحب عشنا في تلك الجبال الشاهقة تذوقنا من القسوة ما الله به عليم ماعرفنا العشق كل الذي عرفناه رعي مواشينا والبحث عن قوة يومنا لكن كنا نسمع أن من الحب ماقتل ومن هذه الثقافة تجنبنا شيء اسمه حب الحقيقة قيس وليلى تركا ارث يتناقله العشاق في ذاك الزمن اما اليوم فلايوجد حب ولايوجد عشق تجد العريس من قبيلة والعروس من قبيلة أخرى الذي يجمع بينهما النظرة الشرعية فقط

زر الذهاب إلى الأعلى