حين تصبح العزلة سجنًا صامتًا

أ. عايد الظويلمي
في خضم زحام الحياة اليومية، وما يواجهه الإنسان من هموم ومشاكل وتقلبات متسارعة، قد يجد بعض الأشخاص أنفسهم أسرى لأفكارهم وسلوكياتهم، فينزوون عن العالم الخارجي، ويميلون إلى العزلة والانطواء داخل حدود منازلهم، فلا يخرجون إلا في أضيق الظروف، ثم لا يلبثون أن يعودوا لحالة الانغلاق ذاتها.
هذا الانغلاق التام عن المجتمع يُعدّ أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع بالشخص إلى الوحدة والانعزال، في عالم لا يرحم، وكلام الناس فيه قد يكون سيفًا ذا حدّين، مما يدفع البعض إلى تجنّب التعامل مع الآخرين اتقاءً لسوء الفهم أو التعرض للإيذاء النفسي أو الاجتماعي.
كثير من هؤلاء يفضّلون الابتعاد عن تفاصيل الحياة اليومية، وينأون بأنفسهم عن المناسبات الاجتماعية، ويغيبون عن مظاهر الفرح العامة، لا لأنهم لا يملكون الرغبة، بل لأنهم لم يتلقوا التنشئة الاجتماعية المناسبة التي تعينهم على التواصل مع الناس وبناء العلاقات. فغياب الاندماج المبكر في العلاقات الاجتماعية، وافتقاد التوجيه الأسري، يؤدي لاحقًا إلى صعوبات في التفاعل والاندماج مع المجتمع.
إن استمرار هؤلاء الأشخاص في العزلة قد يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية، وقد تتطور – لا قدر الله – إلى أمراض مزمنة أو تصرفات قد تضرّ بهم نفسيًا وجسديًا.
ومن وجهة نظري الشخصية، يمكن دمج هذه الفئة مع المجتمع من خلال خطوات عملية، منها:
-
تشجيعهم على حضور المناسبات الاجتماعية بانتظام لكسر روتين العزلة والانغلاق.
- إلحاقهم ببرامج تدريبية متخصصة في مهارات التواصل الاجتماعي، وتوظيف أوقات فراغهم بما ينفع.
- دعمهم من خلال البرامج الاجتماعية والثقافية والرياضية، وفتح المجال لهم للمشاركة فيها.
- زرع الثقة في نفوسهم، وتحفيزهم بشكل مباشر على مواصلة الحضور والتفاعل.
- تحميلهم مسؤوليات اجتماعية بسيطة في المناسبات، مما يغرس فيهم روح التحدي والانتماء.
- الاستماع الجاد لآرائهم ومقترحاتهم، ومناقشتها معهم باحترام وتقدير.
وهذه القائمة يمكن أن تطول، بحسب اختلاف الاحتياجات والحالات.
لامست جرح مشاع في زمن الكل في حاله ساااع
عزلة الشخص تنتج عن فقد الامل في من حوله لاسعادة
بتوجهات قد لاتكون ملائمة له أو لاتناسبه واذا شاركهم
لايجد الاصغاء ولا مبادلة الحديث فتقل الرغبة شيئاً فشيئاً لمشاركتهم حتى تنعدم
وهذا الانطواء قد يحدث له إكتئاب ويرى كل ماحوله مظلم
ولم يعد يغريه اي شي من هذا العالم الفسيح
لذلك وجب على الاقارب الانتباه وخاصة لكبار السن
العزلة موت بطيئ… شكراً لموضوعك الرائع أستاذنا
واعلامينا القدير عايد الظويلمي👌
ماشاءالله تبارك الله كلام جميل جدا ومقال اجمل يعالج قضية إجتماعية نعايشها ونشاهدها في مجتمعنا هناك اشخاص تجدهم منغلقين على انفسهم وكأنهم منبوذبن من المجتمع ولكن في نظري يرجع اللوم على أسرهم وخصوصاً أولادهم من المفترض اصطحابهم والخروج بهم إلى حضور المناسبات أو حضور مجالس العلم ومجالس كبار السن لعلهم ينطلقون حتى يشاهدون المجتمع لاسيما التنزه والسفر هنا دور المحيطين بهم سراحة تشكر أستاذ عايد على هذا الطرح الجميل بارك الله فيك..