الحب .. برسوم رمزية

فاطمة بنت عبدالله الدوسري
…..
بعيدًا عن اختزال الحب على شخصين!
هل تساءلت يومًا لماذا تحب أحدهم؟ .. بل أن وجوده في حياتك علامة فارقة!
بل ربما يتعدى هذا الحب إلى مجموعة من البشر، تجد في أكنافها سعادة، تبسط على قلبك الراحة والطمأنينة، هذه المشاعر التي تجذبك إلى شخصية معينة، ربما لم ترها في يومًا ما، أو عشت تفاصيل حياتها، ويصبح هذا الحب جارف دون مقابل أو مصلحة، فقط هي هدأت الروح.
هذا يدفعنا إلى سؤال كبير، يملأ العقل، ويقلق القلب، هل نستطيع شراء الحب بالمال؟ .. الكل يعرف الإجابة! .. وقد ندخل في متاهات فلسفية لماهية الحب، والأحاسيس وقوتها أمام الماديات.. وإن ارتباط الحب بالمال يفسده، عندما نحاول التفسير.
لن أدعي أننا نعيش عالم مثالي، وأن لا شيء يتغير، لأن مفهوم الحب فعلا دخلت عليه متغيرات كثيرة في هذا الزمن العاصف بالماديات، حتى بات يرتبط بها للأسف، ومظاهرها. وقوة المغريات الجاذبة.
فمن المرعب أو من المحبط أن تصل العلاقة الأبوية إلى مجرد مادة تدعم الحب، وليس العكس، عندما يغرق الآباء أبناؤهم بالهدايا والنقود، كبديل لمشاعر الحب الحقيقية، التي لا تحضر حتى في أصعب حالات الاحتياج الروحي، حيث يولد الحب في أراضيه الخصبة.
وينسحب ذلك على علاقة الأصدقاء، وذوي القربى، وزملاء العمل، التي ترتفع حرارتها بجودة العطايا، والحضور الفاخر ما دامت الكف ندية.
تذكر إحدى الصديقات أنها اكتشفت أن جوارب صغيرها الجديدة تختفي بسرعة، حتى أنها شكت أن العاملة تستولي عليها بالتدريج، وفي يوم دخلت على صغيرها وهو يضع زوج من الجوارب التي أحضرتها للتو في حقيبته، الامر الذي فسر لها حالة الاختفاء، أما السبب فعرفته من فم طفلها الذي أخبرها أنه يعطيها لأحد زملائه لكي يحبه، ولم يقتصر الأمر على الجوارب بل تعداه إلى أمور أخرى، احتارت الأم كيف تقرأ مفهوم البراءة بعدها.
السؤال يتعملق .. هل باتت المسائل المادية أقوى من المشاعر والأحاسيس؟ .. وهل يستطيع المال حماية الحب من الانهيار؟
والحقيقة أن أي علاقة يرتكز فيها الحب على الماديات، سريعة العطب والانهيار، فقيمة العلاقة في وجود الحب كأساس تنهار على أسواره كل الماديات وبريقا ووقتيتها وزيف بعضها.
وأسالوا من يشترونه بأسعار رمزية، ليعيشوا لحظة حلم يلهثون خلفها كل يوم (وظاهرة الشوقر دادي”Sugar Daddy”، والشوقر مامي”Sugar Mami”) تدل.
عندما نفكر بروية عن قيمة وجودنا داخل مجتمعاتنا الصغيرة الأسرة، الأقارب، الأصدقاء والجيران، وحتى خارج هذا النطاق، أيهما أقوى في ترسيخ العلاقة هل هو الحب، أم الوضع المادي وأنا كأب، أو أم، أو ابن أو بنت، أخ أو صديق. أو عاشق ولهان، كيف أستطيع قراءة مشهد العلاقة من حولي؟ وماهيتها؟.
الحب لا يقاس بالمال هذه مسلمة، فهو اكبر منه .. لأنه هبة إلهية، قرار الخالق سبحانه وتعالى وليس إرادة البشر.
إذا لماذا هذا الربط والمقارنة؟ الإجابة بكل بساطة: لأن هناك فعلا من وضع الحب تحت قيد المال، ووزن العلاقة بمقياس الرصيد، ومدى قوة الإدرار، وعدد مرات الحلب، وعندما يجف الضرع، ينصرف للبحث عن ضرع حلوب.
العلاقات الطحلبية المتسلقة، والتي تغذيها الهدايا وقيمتها، ووجاهة الاستقبال، وقيمة المشتريات، لا تناسب كل الظروف المتقلبة، كحالة الطقس في منطقة صحراوية تعيش الفصول الأربعة في يوم واحد.
ترسيخ مفهوم الحب، لا يحتاج الى مقدمات أو إطالة شرح وتوصيف، هي مواقف تتالى، تنشره، دفء لا يمكن اصطناعه، ولا يمكن أن يشترى بأي قيمة مادية. ومن استطاع تقديمه بدون رسوم فليبادر، هناك قلوب ونفوس لا تحسن الترجمة أو صياغة المفردات، ابجديتهم أرقام باردة خالية من المشاعر، رغم حرارة قيمتها السوقية.
ومضة ….
الحب سر تماسك الكون.
مقال في قمة الوضوح للواقع الذي نعيش فيه 💜💛
الحب هدية الاهية يوضع في القلوب الطيبة النبيلة لتزداد جمالا وبوضع في القلوب القاسية لتلين وفي كلتا الخالتين رحمة
المال معزز لحياة افضل واجمل لكنه لا يشتري الحب ♥ ♥ ♥