“نادي بصمة الإعلامي.. من فكرةٍ إلى واقعٍ ملموس”

أ. أحمد عوض القرني*
لم يكن يخطر ببالي، ولو بنسبة عشرة في المئة، أن أدخل المجال الإعلامي. ورغم ذلك، كنت منذ طفولتي مولعًا بهذا العالم، شغوفًا بعمالقة المذيعين السعوديين، وعلى رأسهم الأستاذ ماجد الشبل – رحمه الله – والأستاذ غالب كامل. وكنت أتابع المسلسلات بإعجاب، ولفتني أداء كبار الفنانين مثل محمد حمزة، والدكتور بكر الشدي، ومحمد العيسى – رحمهم الله جميعًا.
مرّت سنوات طفولتي على حلمٍ كنت أراه بعيد المنال: أن أكون يومًا ما مذيعًا أو ممثلًا.
وبعد أكثر من سبع سنوات، التقيت بأربعة من الزملاء الموهوبين في المدرسة: أحدهم بارع في الخط، واثنان مميزان في التصوير، وآخر موهوب في الإخراج.. بدأوا في تعليمي فنون التصميم، حتى أتقنتها، وفتحت لي آفاقًا جديدة.
قبل نحو ثلاث سنوات، أنشأت حسابًا على وسائل التواصل تحت اسم “بصمة إبداع”، وبدأت أمارس هوايتي في التصميم. ولله الحمد، لاقت تصاميمي إعجاب عدد كبير من المتابعين والفنانين. وذات يوم، تواصلت معي كاتبة قصصية لعمل تصميم لقصة تود نشرها على منصة “تيك توك”. تسلمت الفكرة منها، وصممت لها مقطعًا مرئيًا خلال ثلاثة أيام، بسردٍ قصصي مؤثر ومصحوبٍ بخلفية إنشادية مناسبة.. وعند نشره، حصد التصميم تفاعلًا وإعجابًا كبيرًا، ما دفع الكاتبة إلى التواصل مجددًا، واقترحت عليّ العمل في الصحافة وكتابة الأخبار والمقالات.
كان حب التعبير الكتابي يرافقني منذ الصغر، فأبديت ترحيبي، وما هي إلا أيام حتى وجدت نفسي منضمًا إلى قروب صحيفة “أحوال الإلكترونية” للغربية والباحة، حيث رُحّب بي بحرارة. حضرت أول اجتماع، وبدأت في تعلّم مهارات تحرير الأخبار على يد الكاتبة ذاتها، التي لم تبخل عليّ بالنصح والدعم حتى أتقنت صياغة الأخبار الصحفية.. بدأت بتحرير أخبار مدينة الطائف، وبعد شهر تقريبًا، تلقيت اتصالًا من الأستاذ عواض الحارثي، المدير الإقليمي للصحيفة، الذي رشّحني لأكون مديرًا لمكتب صحيفة أحوال في الطائف.
ومع مرور الوقت، شرعت في كتابة الأخبار والمقالات، وقدمت لي صحيفة أحوال دعمًا كبيرًا، لا سيما من رئيس التحرير الأستاذ صالح خميس الكناني، الذي كان لي نعم الموجّه والداعم، وكان يتعامل معي كأبٍ حانٍ، منحني من خبراته الشيء الكثير.. كما لا أنسى الدعم الفني المستمر من المستشار الدكتور عبدالله، ومساندة فريق النشر من الزميلات اللاتي أسهمن بفاعلية في الارتقاء بالعمل الصحفي.
وخلال عامين من العمل، أنجزت عددًا من الملاحق الصحفية المتميزة، منها ملحق الحج، وملحق الصيف، وملحق اليوم الوطني، وملحق يوم التأسيس، و”لا للمخدرات”، وملحق رمضاني، وغيرها.
وفي إحدى التغطيات الصحفية، كُلفت برصد الفرق الفنية والشعبية المشاركة في مشروع منصة “هاوي” تحت إشراف وزارة الثقافة. وهناك، عُرضت عليّ فكرة الانضمام كعضو في وزارة الثقافة، فرحّبت بالفكرة، وتم ضمي رسميًا.
وبعد فترة، تواصل معي الكاتب والفنان الأستاذ محمد طلق عبر “التيك توك”، وأبدى إعجابه بتصاميمي، وطلب التعاون معي في إعداد مجموعة من التصاميم، ونالت تلك الأعمال تفاعلًا كبيرًا.
وبعدها، طرح عليّ فكرة إنشاء أول نادي للكتاب والمؤلفين في المملكة، بالتزامن مع انطلاق منصة “هاوي”، التي جاءت ضمن رؤية المملكة 2030 الطموحة التي أطلقها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – لتكون مساحة حاضنة للمواهب في مختلف المجالات.
صممت شعار النادي الذي يتكوّن من كتاب وريشة كرمز للإبداع الكتابي، ولله الحمد، تم اعتماده رسميًا، وانطلق النادي. وبعد نحو عام، تواصل معي الفنان محمد طلق مجددًا، ورشحني نائبًا له في النادي، ومنحتني المنصة العضوية البلاتينية التي تخوّلني بإنشاء ثلاثة أندية.
قبل شهرين، قررت تأسيس “نادي بصمة للإبداع” لتنمية المواهب، وتقدّمت بطلب رسمي عبر منصة هاوي. لكن تم رفض الطلب بسبب عدم توفر “هواية الإبداع” في التصنيفات الرسمية.
حينها تذكرت أنني حصلت قبل ثمانية أشهر على رخصة الإعلام كممارس صحفي، فقررت التوجّه إلى مجال الإعلام، ووجدت أن “الإنتاج الإعلامي” متاح، فعدّلت الطلب وتمت الموافقة على إنشاء النادي.
فكّرت في اختيار نائب ومشرف مالي، ولم أجد خيرًا من الدكتور منصور الغامدي مدير صحيفة أحوال الإلكترونية، وهو بالمناسبة أحد رموز الإعلام في الطائف ومستشار إعلامي معروف. كنت قد التقيت به سابقًا أثناء عملي الصحفي، وأبهرني حضوره واهتمامه.. تواصلت معه، وأبدى موافقته، بشرط أن يكون هدف النادي “الرقي بالإعلام والتدريب المهني”، وهو ذات الهدف الذي أسعى إليه.
بدأنا العمل على تشكيل فريق النادي، وبدعم من عدة جهات، على رأسها مربط الفيروز بالطائف، الذي قدّم لنا دعمًا كبيرًا، نسعى من خلاله إلى تقديم نادٍ إعلامي فاعل، يخدم الوطن، ويرتقي بالإعلام والمواهب، ضمن منظومة رؤية 2030.
* رئيس نادي بصمة الإعلامي