مقالات

اليوم العالمي للأب

Listen to this article

أ. علي الزهراني

يصادف اليوم، الخامس عشر من يونيو 2025، “اليوم العالمي للأب”؛ هذا اليوم الذي يستحضر في ذاكرتي والدي – رحمه الله – ذلك الإنسان العظيم الذي انتشلني من قسوة الحياة في طفولتي، وفتح لي أبواب الأمل والمستقبل.

نشأتُ في قريتنا الصغيرة الواقعة في منطقة الباحة، حيث كانت الحياة في ذلك الزمان بسيطة وصعبة، تعتمد على ما تجود به المزارع الموسمية، وبعض الأشجار المثمرة، وما توفره الماشية من ألبان يُشتق منها السمن وغيره. كانت طفولتي مليئة بالمشقة، أقضي نهاري في رعي الأغنام والعمل في المزارع، وبعد نهاية يوم دراسي شاق، أعود لأذاكر دروسي على ضوء خافت لا يكاد يُظهر لي ما أقرأ أو أكتب.

عندما بلغت الصف الخامس الابتدائي، اصطحبني والدي ووالدتي – رحمهم الله – إلى مدينة السيح بمحافظة الخرج، لأكمل تعليمي هناك. وهناك بدأت رحلتي الحقيقية مع الحياة المدنية؛ حيث وجدت الكهرباء، وبيئة تعليمية أفضل، ووقتًا كافيًا للدراسة بعيدًا عن مشاغل الريف. استمرت الحياة في هذه المدينة الجميلة، حتى أنهيت مراحلي الدراسية وبدأت مشواري المهني كمعلم. وكان الفضل – بعد الله – لوالدي، الذي أصر على أن يُبعدني عن حياة الشقاء، ويضعني على طريق العلم والعمل.

مهما كتبت أو وصفت، فلن أوفيه حقه، ولن أستطيع رد جميله. أسأل الله أن يرحمه ويُسكنه فسيح جناته.

لكن السؤال الذي أطرحه اليوم:
هل نُعطي الأب حقه كما ينبغي؟
هل يُكرَّم في يومه العالمي؟
أم أن هذا اليوم سيمر مرور الكرام لدى كثير من الأبناء؟

ما أحزنني مؤخرًا – حين زرت دار المسنين في مدينة الرياض – أنني وجدت آباءً يتمنّون فقط زيارة أبنائهم لهم ولو مرة في الشهر.. رغم ما تُقدمه هذه الدار من خدمات صحية ومعيشية متميزة، إلا أنهم يعيشون مرارة العقوق، ووحشة التجاهل.

أردت من خلال هذه المشاركة، أن أعبّر عن امتناني لوالدي، وأبعث بدعوات صادقة لكل الآباء في يومهم.
رحم الله من فقدنا منهم، وأطال في عمر من بقي على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. رحم الله والدك ذلك الشهم الكريم صاحب الابتسامة الجميلة والروح الطيبة ورحم الله والدي الذي كان من أعز اصدقاء والدك وعشا سوياً في قريتنا الحبيبة بمحافظة القرى بمنطقة الباحة وقد كان والدي رحمه الله يروي لي دائماً قصصهم الرائعة مع التي تزخر بالوفاء والصداقة والصحبة الطيبة وسافرا في نفس الفترة إلى مدينة السيح بالخرج وكنا جميعاً كاسرة واحدة يجمعنا الحب والوفاء والاخلاص واتذكر يوم كنا نذهب سوياً لنفس المدرسة ولا انسى تلك الفطائر اللذيذة التي كانت تصنعها لنا والدتكم رحمها الله ونأخذها معنا إلى المدرسة وكانت ايام محفورة في الذاكرة لايمكن نسيانها ومتعتها وجمالها وتستمر هذه الذكريات محفورة في وجداننا للابد شكراً اخي الغالي على على كلماتك المميزة وغفر الله لوالدي ووالديك واسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة وجعل قبورهم رياض من رياض الجنة وجمعنا بهم تحت ضل عرشه يوم لا ضل إلا ضله 🌷

  2. الصديق الغالي والأديب المهذب والكاتب الكبير والإعلامي المرموق الأستاذ : علي البشيري الزهراني
    أبا أنور الأب صفحات من ذهب
    أبا أنور الأب باب من أبواب الجنة
    أبا أنور الأب رحمة من رحمات رب السماء
    أبا أنور الأب هدوء وسكون .
    لن أزيد عما قلته يا أستاذ : علي ولكن كل تجعيدة في وجه الأب ليست مجرد خط رسمته الأيام بل هي صفحة من كتاب حياته سطرت فيها قصص الكفاح والتضحية ، هي آثار من معارك خاضها مع الحياة دون ضجيج ليبقي بيتا دافئا وأسرة مستقرة وأبناء لا ينقصهم شيء ما استطاع .
    إن كل لحظة تفكير في المستقبل كل همسة دعاء في ظلام الليل كل خطوة يخطوها الأب بحثا عن رزق ليست إلا لونًا آخر من ألوان الحب ، حب لا يصرح به لكنه يُترجم في أفعاله اليومية في ثيابه القديمة ليشتري لاولاده الجديد في تعب يخفيه ليبقى البيت عامرا بالحب و الامان .
    وإن كان من بين الاباء من خان الأمانة وفرط ففي المقابل هناك الملايين ممن ظلو على عهدهم لم تفتنهم الدنيا عن واجبهم ولم يلههم التعب عن رسالتهم. هؤلاء هم الذين تستحق وجوههم الاحترام قبل ان تستحق يديهم التقبيل .
    سلاما لكل أب لم يأخذ حقه في الدنيا الذي نُسيت تضحياته وسط زحام الحياة ولم يكافأ بما يليق بجهاده لكنه لم يطلب أجرا من أحد ولم يشتك لأحد بل جعل صبره لله وامله في الله وانتظر ان يكون ما فاته في الدنيا ذخيرة له في الآخرة.
    (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا.)
    جزا الله كل الاباء كل خير
    ورحم من ماتو واطال عمر الاحياء منهم .

    دمتم بود صديقي الغالي ،،،
    تلميذك : محمد أحمد قرهم.

  3. رحم الله والدك أستاذ علي الحقيقة انك مبدع ومتألق في مقالاتك وتقاريرك الصحفية تمتلك خبرة تؤهلك حتى تظهر لنا بهذه الكلمات والجمل التي من خلالها تجعلنا نتابع المقال حتى نهايته استمر فنحن بشوق لمثل هذه الدروس في كتابة المقالات لك كل الشكر والتقدير.
    سلمت أناملك وسلمت أفكارك الحقيقة أنك مبدع زادك الله علماً ومعرفة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى